حسبي أن ربي بصير . بقلم الشاعر مصطفى رجب

(  حسبي أن ربي مطلع ) 

سَأَبُثُّ للهِ الشَّكاةَ بحُرْقَتِي

وأَقُولُ يا رَبِّي تَفَقَّدْ أُمتِي

ضَاعَ الصِّغارُ بِوَاقِعٍ لا يُرْحَمُ

وَتَجَرَّعُوا ظُلْمَ الزَّمانِ بِغُصَّتِي

أنَا الطِّفْلُ، لَا ظِلٌّ يُؤاويني إذا

ما الرِّيحُ صَفَّقَتِ الخُيُوطَ بِخَيْمَتِي

أنَا الطِّفْلُ، لَا أَمْلِكُ دُفًى إنْ بَكَيْتُ

وَالحُزنُ يُوشِكُ أَنْ يُغَطِّيَ وَجْهَتِي

مَاذَا جَنَيْتُ لِكَيْ أُرَاقِبَ خُبْزَتي؟

وَأَرَى الصَّفِيفَ يَئِنُّ تَحْتَ فُتاتِي؟

أنَا لَمْ أُقَاتِلْ، لَمْ أُخَوِّنْ، لَمْ أُرِقْ

إِلَّا دُمُوعًا جَفَّتِ الآهُ عَلَى فَمِي

كَمْ طِفْلَةٍ مِثْلِي تُنَادِي: يا إِلٰهِي

مَا ذَنْبُنَا لِنَكُونَ فِي عَيْنِ الْعَمِي؟

وَالعَالَمُ الْمَسْؤُولُ أَطْرَقَ رَأْسَهُ

وَغَدَا يُنَافِقُ فِي دُمُوعِ مَآسِي

لَا مَنْ يُنَادِي بِالْخَلَاصِ، وَلَا يَرَى

جُرْحَ الطُّفُولَةِ فِي مَآسِي أُمَّتِي

سَأَقُولُ: يَا رَبَّ السَّمَاءِ تَفَضَّلَنْ

فَأَنَا ضَعِيفٌ، لَا حَمَتْنِي رِقَّتِي

هَذِي الحُقُوقُ تَبَاعُ بَيْنَ جُيُوبِهِمْ

وَنُبَاعُ نَحْنُ، كَأَنَّنَا فِي سِلْعَتِي

أَيُجَازِرُونَ طُفُولَتِي وَتُسَاقُطِي

وَيَبِيعُنِي الدُّنْيَا بِوَعْدِ نَجَاتِي؟

سَأقُولُ: حَسْبِيَ أَنَّ رَبِّي نَاظِرٌ

وَيُجِيبُ دَعْوَتِيَ السَّكُوتَ بِنَغْمَتِي

يَا ظَالِمِي، إنْ لَمْ تَزَلْ فِي غَيِّكَ

فَسَتَسْتَجِيبُ لِكُلِّ دَعْوَى نِقْمَتِي. 

________________________

بقلمي: مصطفى رجب 

مصر- القاهرة