الهجاء بقلم الشاعرة. د. هاجر علي 🇲🇦

الهجاء ..                                   

شعراء الهجاء قليل ...والحطيئة عليهم دليل...  أحببت أن أهجو نفسي ..أحسست أن  الغرور بها  نزيل..... لما يأخذها العجب بما تلقي ...من أدب والشعر الجميل....ويطريها الأقران لها بتكريم ... تظن أن ليس لسباقها سبيل ...وأن الدنيا لها إنفتحت ...فلا يضاهي مساعيها خليل.... تلك نفسي ترى العيون انبسجت....يسقي القوم منها سلسبيل....  وتنبتت أزهارا وورودا فائحة ....حيث ما هبت الرياح بها تميل....تلك النفس وذاك هواها.... لم يفطن لمكرها إلا القليل.... فالنفس معيوب وهواها غالب ...  والخُيلاء رمزها والكبر أصيل ....فإذا نزل بك ضيف معجب....بنفسه فذلك يوم عليك ثقيل ... تتمنى أن لو سُدّت الأبواب جميعا... لا يرشده إليك دليل ...هكذا نحن إن استضافتنا نعمة ... نسينا المُضيف وأصابنا عليل ...  فالهجاء عيب إلا لنفس طاغية ... فهو لها دواء و غسيل....فلا تهجو من لم يرقك منظره...فكل ما خلق الله فهو جميل ....فلا تعيب خلقا تعيب خالقه.... فالأمر  أنْكَى عليك ووبيل.....    فحسن الصورة لا في ذاتنا... لكنه في كلام له ترتيل....  والذم يكون في قبح المعاني ... والمرء يقبلها وله تحميل....فلا بأس أن تهجوه بها ....فالهجاء له  تاديب أو ترحيل ..                                

🖋 د : هاجر علي / المغرب .