الغريب. بقلم الاديبة. د. هاجر علي
// الغريب //
أنا الغريب عن الأهل والديار ..
أنا الذي أعيش في القفار ..
رغم أني حاضر بينهم ..
لا يحجبني عنهم من جدار ..
لكن فؤادي مشمئز منهم ..
وفكري بعيد مخالف في المسار ..
ومن عجب أعيش بينهم ..
وفي أوساطهم على المدار ..
أخاف أن أبوح لهم ..
وأحكي لهم من الأسرار ..
فيجعلون أصابعهم وسط أذانهم ..
ويغضون طرفهم عن الإبصار ..
ويتراكم اللوم على لسانهم ..
من شدة الرفض والإنكار ..
فليس كل من يعيش بجانبي ..
يفهم معاني ويقتني أشعاري ..
وقد تبدو منه إبتسامة ..
لكنها أبتسامة مكر وإصفرار ..
تظن أنها تركت لك فرصة ..
تبوح بها عن الأفكار ..
وإنما هي إستدراج وخديعة ..
ليعلم ما تكنه من إصدار ..
ليوشي بك إلى مصالح مختصة ..
لها أجهزة بلا ردار ..
تتصنت على من يخالفها ..
لتطمس معالمه وتجعله في إقبار ..
هذا بلاء والبلاء يحوطنا ..
مخطوط على لوح الأقدار ..
فلا تصحب من به بلية ..
وابتعد ما أمكن من الأغيار ..
واعتزلهم ولو كنت بينهم ..
فإعتزال روحك راحة وخيار ..
وانظر إلى حالهم وجهدهم ..
يشقون بأنفسهم بلا إعتبار ..
وإن رأوه عزاً ومجداً لهم ..
وقدموه بينهم بكل إفتخار ..
فأنت لا يهمك أمرهم ..
أمرهم عبث من الإحتقار ..
فلا تبتإس مادام لك عقل ..
تميز به الأشياء عند الإختيار ..
ما دام لك فكر وأدب ..
له إحترام ومن الإعتبار ..
فلا تخجل أن تبديه عَلَناً ..
فقد يفوق موج البحار ..
فاجعله سفينة ومطية ..
إلى عالم الأسرار والأنوار ..
🖋الأديبة/ د هاجر علي .
تعليقات
إرسال تعليق