السائرون نياما. بقلم الأديب. د. شريف شحاته

قصة قصيرة 

السائرون نياما

بقلم شريف شحاته 

مصر ٢٩ يوليو ٢٠٢٤

فجأة هذا الأسد الجريح يحاول الوقوف والإقتراب مني

لكي يفترسني وبالفعل قام ولكني أسرعت بالفرار ثم سقط

وقام مرة أخري وأنا اسرع بالفرار ثم سقط وقام مرة أخري

ولكني نجوت منه إستيقظت من نومي فزعا وجلا وأنا أردد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لم تشعر زوجتي بي ولكني

بعد العمل ذهبت إلي العرافة الشهيرة وسردت لها رؤيتي

برقت عيناها ثم قالت لي الوحوش في الاحلام هي الموت 

والسقوط والقيام ثلاث مرات تعني أنك امامك ثلاث ايام 

ثم ترحل عن الدنيا عدت إلي منزلي حزينا كئيبا وعانقت

زوجتي وابني وانا أردد حفظكم الله سالتني زوجتي ما بك

قلت لها لا شئ ولم استطع العمل أو النوم طوال الثلاثة 

ايام حتي مرت ثم رحلت شقيقتي الكبري وبعد الجنازة ذهبت

إلي العرافة وسردت لها ما حدث قالت لي مارأيته كانت لبؤة 

ولم يكن أسدا لهذا رحلت شقيقتك بعد عدة أيام رأيت نفس

الحلم ولكنه كان ذكر الأسد فذهبت إليها فقالت لي هذه المرة

أنت المقصود وسترحل بعد ثلاثة أيام عدت إلي بيتي في

حالة أسوأ وأفكر في نفسي من لزوجتي ومن لإبني لا احد 

يسند مكان الراحلين لهم الله لهم الله وأصبحت أكثر شحوبا

حزنا وضاقت علي الدنيا وبعد ثلاثة أيام رحل أبي أسرعت

إلي العرافة وسردت لها ما حدث قالت كان الأسد عجوزا 

لهذا كان المقصود والدك وبعد عدة أيام تكرر الحلم وكانت

لبؤة هذه المرة ولكني مازلت اعاني من نوبات القلق والحزن

والإكتئاب وبعد ثلاثة أيام قرأت خبر وفاة العرافة ثم حضرت 

قوات الشرطة للقبض علي بتهمة قتل العرافة فقد سجلت 

كاميرات المراقبة دخولي إلي منزلها في وقت متأخر وبعد

التفتيش وجدوا نفس الملابس التي كنت أرتديها في خزانة

ملابسي وعبثا حاولت إقناع المحقق أنني كنت نائما في هذه 

الفترة المتأخرة من الليل ولكن زوجتي شهدت أنها قامت من 

النوم في الثالثة صباحا ولم تجدني وحسبت أنني كنت في

الشرفة أثر القلق وحين إستيقظت وجدتني نائما كعادتي 

حتي ايقظتني للذهاب إلى العمل وها أنا أنتظر المحاكمة

                         بقلم شريف شحاته