عام هجري جديد، بقلم الشاعر مصطفى رجب
( عام هجري جديد )
أهلاً بعامٍ قد أتى متثاقِلًا
يبكي الزمانَ، ويشتكي ما أثقَلَا
قد جاء والآهاتُ تثقلُ صدرَنا
والقلبُ من وجعِ الخطوبِ تملمَلَا
يا سيدي المختار، عذرًا إنني
في عامنا الهجريِّ جئتُ مُبجَّلَا
جئتُ، والمآقي تشتكي من قهرِها
وجراحُنا بينَ الجوانحِ أسفَلَا
ذكراكَ في قلبي جراحٌ نازِفٌ
وعيونُنا تبكي الحبيبَ ومَنْ تَلَا
يا نورَ كلِّ العالمين ورحمةً
لِمَ قد نزلنا دونَ دربِك أجهَلَا؟
قد باع قومٌ عزَّهم في غفلةٍ
ومضَوا إلى دربِ الهوانِ مُذلَّلَا
باعوا الكرامةَ للعدوِّ، كأنهم
ما ذاقَ آباؤُهمُ الموتَ الأجَلَّا
يا صاحِ، قل لي: أينَ مجدُ أولنا؟
أين الأُباةُ ومن على الدِّينِ اعتَلَا؟
ضاعَ الصلاحُ، وفُكَّ قيدُ مهابتِي
وتناثرتْ أحلامُنا وتبدَّلَا
كنَّا إذا قامَ الزمانُ نكيدةً
كنَّا له سيفًا على الشرِّ اعتَلَا
واليومَ إن هبَّ الطغاةُ، تجمَّعوا
في دارِنا، والحقُّ مِنَّا أُهمِلَا
تبكي المآذنُ من سكونِ ركوعِنا
والقلبُ بالأوجاعِ دومًا أشتَعَلَا
ما عادَ فينا مَن يسيرُ بعِزَّةٍ
أو مَن إذا نادى المنادي هلَّلَا
ضاعَ الوفاءُ، وضجَّت الأرضُ اشتكى
ما عاد فيها للكرامةِ منزِلَا
لكن سنبقى رغم هذا أمةً
إن طال ليلُ القهرِ فينا أقبَلَا
فالحقُّ لا يُنسى، وإن طالَ المدى
والنورُ رغم الليلِ دومًا أقبَلَا.
________________________
بقلمي: مصطفى رجب
مصر- القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق