سوف أعود. بقلم الاديبة، د. هاجر علي
(سوف أعود)
أنا الإنسانيّةُ الكبرى
إذا ما تهاوتْ في الضميرِ هُوِيَّةُ البُغضَا
أنا الرحماتُ في أرجاءِ قلبٍ
إذا ما السيفُ يعبثُ فيهِ بالقَسْوَا
أنا لستُ لونًا، لا، ولا جنسًا
ولا دينًا يُقيِّدُ مهجتي عِرْضَا
أنا الروحُ التي تسمو وتسكنُ
قلبَ من قدَّسَ الحياةَ، وقدَّرَ العهدا
أنا الدمعُ الشريفُ على وجوهٍ
ذُبِحْنَ على المدى ظلمًا وبُغضَا
أنا صوتُ الرُّضَّعِ العُرْيا صياحًا
إذا ماتتْ أمومتُهمْ، وما بَقِيَا
أنا الزهراتُ في كفِّ الطفولةِ
تُداسُ وتختفي ظلمًا وتُنسى
أنا صوتُ الكهولِ وقد تهاوَوا
بلا مأوىً، ولا سندٍ، ولا سُلْطَا
أنا الأُمُّ التي حارتْ، تنادي:
"أيا طفلي!"، فيا للهِ ما أغلى
أنا الزوجاتُ والأيتامُ صفًّا
يُغَنُّونَ الحُطَامَ، وقد غدَوْا فُقرَا
أنا الأحلامُ تُحرَقُ في الخنادقْ
وفي وِجْهاتِ طغيانٍ لها أَسْرَا
أنا صرخةُ من فقدَ السكينةَ، إذا
الأهوالُ في الأوطانِ قد جَثَمَا
أنا الأنقاضُ تنطقُ من لهيبٍ:
"أفي هذا رُقِيٌّ؟ هل ترى عدلًا؟"
أنا الجرحُ الذي أبكى الحجارةَ،
وخلّى الكبرياءَ يُلملمُ الشهقَا
أنا التاريخُ إن نطقَ الحقيقةَ
سيلعنُ كلَّ من في الأرضِ قد خَسِئَا
أنا الشرفُ المُهانُ بكلِّ قُبحٍ،
وفي رحمِ العصورِ الظلمُ قد سَكِنَا
أنا طفلٌ، أنا امرأةٌ، أنا شيخٌ،
أنا من ذابَ من ألمٍ، وما شَكَا
أنا نَفَسُ الحياةِ إذا تنفَّسْ
بأرضٍ ضاقَ فيها العدلُ وارتَكَبَا
فمنْ يغتالُني يومًا بظُلمٍ،
سيرتدُّ الظلامُ عليهِ منقلبَا
وسوفَ أعودُ من رمادي شُعلةً
تُضيءُ الليلَ، والإنصافَ، والشهْدَا.
🖋الأديبة/د . هاجر على 🇲🇦 .
تعليقات
إرسال تعليق