مقام النابغة. بقلم الاديبة. د. هاجر علي
[[ مقام النابغة ]] ..
في كل عصر له نابغ ..
وله عقل راجح دامغ ..
كالذهب السبيك في تربة ..
يستخرج منها وله صائغ ..
أو كفنان عبقري يرسم لوحة ..
بألوان زاهية لها صابغ ..
أو كطعام أقيمت عليه حفلة ..
فمنا الأكول ومنا الماضغ ..
قليل من يملك قدرة ..
والكثير عقله خاوِ فارغ ..
لا عن عجز وعن طبيعة ..
جبل عليها لكنه يبالغ ..
في لهو وفي لعب ..
وفي تفاهة لها دابغ ..
حتى يدركه العجز والفناء ..
بلا فائدة لها سابغ ..
فكن ذا عقل وذا حكمة ..
تسجلها الحياة ولها طابع ..
يخلدها التاريخ في محفل ..
يقام تحييها الأكف والأصابع ..
يؤمها الكتاب من كل جانب ..
وتتلهف عليها الأقلام والمطابع ..
وذلك على علم حَوَت ..
من كل مشرب له منابع ..
يملؤون منها كؤوسهم لشربها ..
تَعْلُو على خمرتها حشاشة و فراقع ..
تضيء لهم من بلورتها ..
نجوم كل نجم له مواقع ..
مواقع لها أجندة وحراسها ..
لها أدوار من السراق تدافع ..
كشياطين تستمع إلى السماء ..
فيرسل عليها شهاب ناصع ..
يحرقها فلا تستطيع رَدَّهُ ..
فلا ينفعها درع دارع ..
فالعقل نور وصاحبه معناه ..
فكن ذا معنى عال ورافع ..
كما رفعت السماء بلا عمد ..
نراه وهو كائن ضالع ..
لا نستطيع رؤيته حقيقة ..
رغم وجوده وهو رائع ..
له مخازن علم ومعرفة ..
يبثها كل حين تلتقطها مواقع ..
قد نصبت أجهزة رصد ..
تراقب ثديه لها مراضع ..
فترضع على قدر فهمها ..
وتفطم لأن هناك موانع ..
موانع يطول المقام لشرحها ..
وتتيه بنا حقول ومزارع ..
فنجني ما استطعنا من حصادها ..
ونترك الأخرى لها مقاطع ..
كل مقطع له نصيبه ..
يصيب به وله وازع ..
حلقت في سماء النوابغ ..
وعنهم أكتب وعنهم أدافع ..
ولولا الدفع لهدمت مساجد ..
أقيمت للصلاة وبيع وصوامع ..
فيها يذكر إسم الله منفردا ..
الحي القيوم له مجامع ..
🖋الأديبة/ د . هاجر علي 🇲🇦 .
تعليقات
إرسال تعليق