صرخة في زمن القهر، بقلم الشاعر مصطفى رجب

(  صرخة في زمن القهر  ) 

أنّى التفتُّ وجدتُ القهرَ ينتشرُ
والظلمُ في كلّ دربٍ ليس ينحسرُ

أشلاءُ أطفالنا في الأرضِ مُنثَرةٌ
كأنّما الموتُ في أحيائنا سَكَرُ

من ذا يُنادينا؟ لا صوتٌ ولا صدى
كأنّما الكونُ في آذانهِ وَقَرُ

أينَ الضميرُ؟ أما في الناسِ من حَكَمٍ
يأبى السكوتَ إذا ما استشرى الخَطَرُ؟

يا أمّتي لم تعودي نفسَ أمتِنا
ولا شعوبُكِ فينا اليوم تُعتَبرُ

تبكي النساءُ وتزغردُ في مَقاتِلِنا
وفي العيونِ لهيبُ الحزنِ يَستعِرُ

جاعت صغارُكِ في بردٍ وفي قَسَمٍ
والخبزُ ترفٌ وأمنُ الناسِ يُحتَكَرُ

يا أمتي، كم شهيدٍ قد تركتِ لنا
هل كنتِ يومًا بهذا الجُبنِ تفتَخِرُ؟

ما بالكم؟ أنتمُ أحفادُ فاتِحَةٍ
أين السيوفُ؟ وأينَ العهدُ والعِبَرُ؟

كأنّما خُدّرت أرواحُنا زمناً
فلا نُذلُّ، ولا نحيا، ولا نُثأرُ

لكنْ سنصحو، وإن طالَ المنامُ بنا
سيَنجلي الليلُ مهما عاثَ وابتَكرُ

ولي رجاءٌ بأطفالٍ يُربّهمُ
نورُ العقيدةِ لا لهوٌ ولا كدرُ

همْ من سيحيون إن ماتَت عزائِمُنا
ويَبعثونَ على الأمجادِ ما اندثَرُ

فاصبرْ وليدي، وإن ضاقَت بكَ الفِتَنُ
إنّا على وعدِ ربٍّ غيرِ مُنكسِرُ. 
____________________

بقلمي مصطفى رجب، 
 مصر- القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد