إذا قست الحياة. بقلم الشاعر مصطفى رجب

(   إذا قست الحياة  ) 

دع القلب الحزينَ يُطفئ ناريها،
فكم جُرحتْ روحي من أهاليها،

تناسَ الحلم إنّ الحلم أشقاك،
وكم من أُمنيةٍ ضاعت لياليها،

إذا سارت خطى الأشرارِ منتصراً،
فمن للحق؟ من يرجو مبانيها؟

وإن جار الزمانُ فلا تُهادنه،
فكم نفسٍ شريفةٍ في مآسيها،

دع الأيام إنْ لم تُنصف المظلوم،
فأحكم في السكوتِ على معانيها،

تغافل عن ضجيج الناس وارتقبِ،
نهاية كل نفسٍ في تلاشيها،

تطهَّر من شوائبها ولا تعبأ،
بمن قد ضلَّ أو غرقَ بأوهاقيها،

تأنَّى في خطاك، ولا تُجامل من،
رأى الفتنةَ وراح يزين التيها،

إذا قست الحياةُ، فصبرك الأسمى،
هو السيفُ الذي يجلو دياجيها،

فما أكرمْتُ دهراً حين خالطني،
ولا طابت لياليها بأهليها،

وكم من حكمةٍ في القبرِ ناطقة،
تعالَ اسمع صدى الأرواح راعيها،

إذا ما قيل: "كان وكان ماضيه"،
فكن خيراً إذا ذُكرت معانيها،

ولا تُكثِر من الأمل المُعلّقِ في،
زمانٍ لا أمانَ على معاليها،

تزوَّدْ بالتقى، فالزادُ معرفةٌ،
تُضيءُ دربك رغمًا عن دياجيها،

فكم في الأرض من موتى بلا كفنٍ،
ومقبورةٍ بلا أحدٍ يُباهيها،

وعلى الدنيا السلامُ، فإنّها،
ترى الظلمَ وتُصفِّقُ لباغيها...
_____________________

بقلمي مصطفى رجب، 
مصر- القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد