حين يصير الجرح طريقا للقلب//بقلم الأديب✍أ.محمد بسام العمري
حين يصير الجرح طريقًا إلى القلب
لم يكن الطريق مفروشًا بالرحمة.
كان الطريق نفسه... جرحًا مفتوحًا يمشيان عليه.
لم يحمل أحدهما حكمة، ولم يدّعِ الآخر براءة.
كان كل ما لديهم شظايا ذاكرةٍ، تتناثر كفتات نجومٍ سقطت من سماء بعيدة.
سارا، لا لينسيا،
بل ليشهدا الجراح كما هي:
عارية، نازفة، صامتة.
كل خطوة كانت تفتح بابًا في القلب،
وكل صمتٍ كان يدفن تحت أقدامهم قصةً لم تُكتمل.
نظر إليها،
فرأى في ملامحها ملامحه حين كان صغيرًا يبكي وحيدًا.
نظرت إليه،
فرأت في عينيه طفلةً كانت تنتظر أن يحملها أحد ولا يسألها شيئًا.
لم يتعاهدا على شيء،
لم يتبادلوا وعود النسيان،
بل اتفقوا بالصمت، أن يقبلوا النقصان كما يقبل العطشان أول قطرة مطر.
وحين وقفوا فوق أطلال الأيام الماضية،
ابتسمت الأرض تحت أقدامهم،
لا لأنها شُفيت،
بل لأنها عرفت أن من يواصل السير فوق الجراح،
يخترع لنفسه وطنًا لا تهدمه العواصف.
هكذا، غادرا،
وجراحهما ليست أقل عمقًا،
لكنها كانت مضاءةٌ الآن من الداخل،
كشموعٍ تُضيء بعضها البعض في معبد القلب.
وتلاشى الطريق خلفهم،
كأن الرحلة لم تكن سوى مرآة،
كُسر زجاجها ليعكس نورًا أكثر صفاءً مما حلموا به يوماً.
بقلم
الأديب
✍أ. / محمد بسام العمري✍
26/4/2025
تعليقات
إرسال تعليق