ويح العروبة. بقلم الشاعر مصطفى رجب

(  ويح العروبة ) 

 أيا غزة الشهداء!
تُذَبّحينَ وموطنُ العُربِ في هراء

كأننا ما سمعنا صُراخَ مظلومٍ
ولا سَمعنا نداءً في العَراء

تسير أقدامُنا نحو اللهوِ طائعةً
ولا تسيرُ لركعٍ أو دعاء

تغنّتِ الشاشاتُ بالأغنياتِ فقلنا
دعوا البكاء... فالعيدُ للغناء!

وجوهُنا مُسِخَت من كثرةِ الصمتِ
فما تبقّى لنا إلّا الخفاء

لو أن فينا نَخوةَ الجوعانِ ثائرًا
لما رضينا الذلَّ كالإمّعاء

تبا لمن باعَ دينَ الحقِّ بالدنيا
وشرّع الفسقَ في أرضِ الأنبياء

ناموا على لحمِ أطفالٍ تُناثِرُهُ
صواريخُ بغْيٍ... بلا استحياء

وغزةُ الثكلى، في الحصارِ تنادي
فلا تجيبُ قلوبٌ كالوعاء

كلٌ تزيّنَ بالهوى وتغنّى
بالسلمِ زورًا، وخافَ الفداء

يا غزةَ النورِ، لا ترجِي عزيمتنا
فنحنُ قومٌ تهدّه الأنباء

نُسلّمُ العرضَ إن جاءَ العدوُّ لنا
ونستميتُ إذا هاجتْ نساء

صرنا غُثاءً كما قال الحبيبُ لنا
نمشي على الأرضِ مثل الغثاء

فلا تلومي إذا ناحت عزيمتُنا
ولا تقولي: أينَ العرب الشُرَفاء

في القدسِ جرحٌ، وفي الأقصى مآتمُنا
ونحنُ نرقصُ في ظلّ الرخاء. 
_______________________

بقلمي مصطفى رجب، 
مصر - القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد