دروسٌ من الحياة. بقلم الشاعر مصطفى رجب
( دروسٌ من الحياة )
دعِ القلبَ يسمو رغمَ دهرٍ عابسِ
ولا تُنصتْ لقولِ الجاهلينَ الجالِسِ
ولا تُظهرْ هموماً في الوُجوهِ لِعدوّكَ
فإنّ الذّلَّ يُطفي نارَ حرٍّ فارسِ
وكنْ في الرّزقِ كالماءِ الكريمِ بجودهِ
يجيءُكَ حينَ لا ترجوهُ مثلَ الغارسِ
ولا تجزعْ إذا ضاقتْ بكَ الدنيا، فكم
من ضيقِ كَربٍ جاءَ فتحٌ بائسِ
تجمّلْ بالصّفاءِ وبالرضى وتَبسَّمَنْ
ففي الصّبرِ انجلاءُ الهمِّ مثلُ النّاعسِ
إذا جارَ الزّمانُ فلا تكنْ في صَدمَةٍ
فكلُّ الأرضِ دارٌ والهمومُ حَوَاسِ
ولا تحزنْ إذا طالتْ لياليكَ السُرى
فكمْ من بعدِ ظلمٍ لاحَ ضوءُ الحارسِ
وإنْ ضيّعَ الأنامُ وفاءَ عهدٍ بينهم
ففي صدقِ التّسامحِ عزُّ نفسٍ دارسِ
ولا تطمعْ بأيدِي النّاسِ ترجو رفدَهم
فمنْ طلبَ المعالي لم يَهُنْ بالمَآسِ
ولا تُرِ خصمَك ضعفاً أو شكايةَ حائرٍ
ففي عينِ العِدا شمْتٌ كطَعنِ الفَاسِ
إذا طابتْ حياتُكَ بالقناعةِ والهُدى
فأنتَ غنيٌّ، لا يضيقُ أنفاسِ
ومن عاشَ السنينَ ولم يذُقْ عِزَّ الرضا
فما عاشَ، بلْ سكنَ الدُّنا كالكاسِ
تُبدّلُنا الليالي كلَّ حينٍ دونَ إذنٍ
فكنْ فيها كصخرٍ ثابتٍ في الياسِ
تأمّلْ حكمةَ الرّحمنِ في كلِّ البلا
ففي طيِّ الشّقاءِ فُسحةُ المُلْتاسِ
دعِ الأيّامَ تمضي في سبيلِ قَدرِها
فما نالَ التّقِيُّ سوى الرّضا والنّاسِ.
__________________________
بقلمي مصطفى رجب
مصر القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق