زهرة نيسان، بقلم الشاعرة. د. عائشة ساكري

زهرة نيسان 

نيسان،
يا ربيع الحياة المتجدد،
بعذوبة نسائمك،
تحملني إلى شُرفات الروابي المخملية،
فأستلقي على بساط الطبيعة
ويأخذني السُّهد
كأنني أبحث عن مأوى
لجفوني الهائمة،
فأحلام قلبي ما زالت
رهينة عبير هذا الفصل،
مختبئة في قوارير عطرٍ فاخر
قطّره ليل نيساني
وتخمر في أحضان شتاء
مُترف بالدفء والحنين
لأزمنة لا تموت.

فلا تلم حروفي
إن سال مدادها من أكمام الزهور،
ولا تعتب على أوراقها
إن كانت من رماد خريف راحل...
فهي مجرد وشوشات قلم
تُترجمها نسائم الصيف
وتحملها أجنحة الربيع.

نيسان...
أعدتني إلى مواطن الذكرى،
إلى أماكن خلدها الشعور
وعطرها الزمن النبيل،
كأنها فصول من حكايا
ألف ليلة وليلة...
حيث تنساب ليالي شهرزاد
وتُصغي إليها شهريار
بعين مندهشة...

ذاك الزمان،
بمراياه العذبة وطقوسه الفريدة،
لا يشبه حاضرنا الشاحب.
كل الأماكن هجرتنا،
إلا التي احتضنت أرواحنا...
فما زالت تنبض في أعماق ذاكرتنا،
وتسكن كياننا كأنها لا تغيب.

لا الهجر يُمحينا،
ولا البُعد يطفئ جذوة الوفاء،
نحن، كالفصول،
رغم دوران الوقت،
على العهد باقون...
بأرواح لا تخون المحبة،
ووجدان لا يشيخ.

بقلم: عائشة ساكري – تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد