وشمُ الروح وبشر المرمرِ، بقلم الاديبة. د. عائشة ساكري
وشمُ الروحِ وبِشرُ المرمرِ
والوشمُ على كفّيها أثرٌ،
مرسومٌ بدقّةِ فنانٍ يُؤسِرْ،
والبِشرُ على شفتيها ندى،
مرمرُ ضحكتِها لا يُكسرْ.
وشَعرٌ ينسدلُ فوقَ الجَناحْ،
كالذهبِ المُصفّى إذا لاحْ،
يُضيءُ كأنّ به روحَ القمرْ.
رغمَ الجمالِ، على دربِها
تعكسُ وقتَ البؤسِ برقًا ونظرْ،
أنيقةٌ... فاتنةٌ... والحُسنُ فيها
خَفَقٌ، ونُبلٌ، ورفعةُ قدرْ.
بِبَهائها... كنجمةِ العلياءِ،
تُضيءُ ليلَ الشعرِ مثلَ السَّنا،
وإذا همسَ الوردُ في حُضنِ ندى،
تألّقتْ، والنجومُ خجلَى مِن ضِيَاها.
يُسقيها الغزلُ،
فيسكنُها الحياءُ،
وينبتُ وردُهُ خَفرًا،
على وَجنتيها.
يكسوها الحُسنُ هبةً ووقارًا،
لا طِيبَ فيها من ماءِ وردٍ،
ولا عِطرَ صُنعِ البشرْ،
بل طِيبُها من نَقاءِ قلبٍ،
وعِطرُها من رُوحٍ تُضيءُ الجَمالَ إذا حضرْ.
هي ليست ككلّ النساءْ،
تحملُ في صمتها حكمةَ الأرضْ،
وفي عينها ظلُّ سفرٍ عتيق،
وفي صوتِها دفءُ حلمٍ صغيرْ،
هي أنثى تُغني القصائدَ صمتًا،
ويكفي حضورُها ليُبعثَ الشِّعرْ.
فيا من تُنقّبُ عن سرّها،
لا تبحثِ الحسنَ في الكحلِ أو في الحُليّ،
فجمالُ الملاكِ،
يولدُ حينَ تسكنُ الطهارةُ بينَ الضلوع،
وتتكلّم الروحُ... دونَ ادّعاءْ.
بقلمي_عائشة ساكري – تونس
30 أفريل 2025
تعليقات
إرسال تعليق