صرخة حزين، بقلم الشاعر مصطفى رجب
( صرخة حزين )
كيف لا أحزن والعرب في نارٍ مستعر؟
كيف لا أحزنُ والدَّمعُ في عيني انهمر؟
والعروبةُ بينَ أنيابِ العِدا نارٌ وشرّر؟
كلُّ يومٍ صيحةٌ تَشجي القلوبَ بما جرى،
كلُّ أرضٍ في بلاد العُرب تستغيثُ بمن غدر !
قد كَبُرنا والدماءُ اليومَ تملأُ أرضَنا،
لا نُفرِّقُ بينَ مَن فازَ، ومَن فيها انْدَثَر !
كلُّ شيءٍ باتَ مجهولاً، وضاعتْ حكمةُ،
أيُّ عقلٍ سوفَ يُدْرِكُ ما دهانا، ما ظهر؟
أيُّ نصرٍ نرتجيه، والخطوبُ كما الطغاة،
قد تَسلَّحتْ بالهوانِ، وأدْمَتِ الوجهَ الأغرّ؟
أيُّ شعبٍ قد يُعيدُ المجدَ للعِزِّ العريق؟
أم تُرانا قد غَدَونا في دُجى الذُّلِّ الحَذِر؟
يا بلادَ النُّورِ، صِرنا في الدُّجى أحياءَ موتى،
لا نَرى إلاّ دموعَ اليأسِ في الوجهِ العَكِر!
يا زمانَ العُرْبِ، هل يبقى للأحفادِ الكِرام؟
أم سيُنسى كلُّ تاريخٍ بنا ضاءَ وازدهر؟
أيُّ دهرٍ قد دهانا، أيُّ أقدارٍ جَرتْ؟
هل كُتبنا للشتاتِ، أم لِدَهرٍ قد قَضَر؟
أيُّ خذلانٍ، وأيُّ القهرِ حلَّ بمهدِنا؟
كيف نَرضى أن نُرَى طُعماً لمن بالشرِّ مرّ؟
والعدوُّ اليومَ يَحيا فرحةً لم يَحْلُمْ بها،
والكريمُ الحرُّ أضحى سجيناً مُنْكسِر!
يا لَعارِ القَومِ، هل يُرجى لَنا نَصرٌ غَداً؟
كيفَ نَحيا في هَوانٍ قد طغى، حتى استَطَر؟
يا إلهَ العرشِ، فارجْ ما أصابَ مُحِبَّتِي،
يا كريمَ العفوِ، أدعوكَ مُذ كنّا بِشَرّ!
هل يعودُ العزُّ يوماً، هل نُرى شُمساً تُضيء؟
أم سيبقى الليلُ يُرخي فوقَنا ظلَّ الكَدَر.؟
______________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر، القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق