رمضان يا زائر الروح، بقلم الشاعر مصطفى رجب

(  رمضان يا زائرَ الرُّوحِ  ) 

يا عينُ فاضَ الدّمعُ حُزنًا وانهمرْ
قد آنَ أن تفترقَ الأرواحُ يا قمرْ

أوشَكَتِ الأيامُ تمضي مُسرِعَةً
ورحيلُكَ المُرُّ في الأحشاءِ كالضَّجرْ

كأنَّكَ الطيفُ الذي وافى فأبهجَنا
ثمَّ استدارَ فكانَ الفقدُ كالسُّعُرْ

قد كنتَ ضيفًا فازدَهَتْ أرواحُنا أمَلًا
والقلبُ يَحيا على أنفاسِكَ العَطِرْ

يا شهرَنا الغالي وعُمرُ المرءِ ما علِمَتْ
أيامُهُ هل يعودُ المُلتَقى القدَرْ؟

يا ليتَ عُمرَ الدَّهرِ كُلٌّ فيكَ مُعتَكِفٌ
ما كانَ أصوَنَ للعُبّادِ والصُّوَرْ

كم مِنْ ذنوبٍ فيكَ غُفّرتَ لمُذنِبِها
وكم مِنَ الرُّوحِ قد فازتْ بذا الأجَرْ

ما صُمتَ إلا وكانَ الصَّومُ لي حِصَنًا
وسائرُ العُمرِ مِنْ غَفلَاتِهِ حَذِرْ

كم مِنْ دُعاءٍ رُفِعْنا فيهِ مُغتَسِلًا
حتَّى رأيناهُ بالنُّورِ انْجَلى وَزَهَرْ

شهرُ الفضائلِ، مَهْلَ يا بدرَنا وَقِفِ
لم يَشبعِ القلبُ مِنكَ النُّورَ وَالظَّفَرْ

رَفَعتَنا فَوقَ هَذي الأرضِ في أَمَلٍ
وَالصَّبرُ فينا على الطاعاتِ قد ظَهر

يا شهرَنا الغالي وإن فارقتَنا أسَفًا
في القلبِ عهدُكَ باقٍ لا لهُ انحِسَارْ

سنلتقي بإذن الغفار هذه الأرواحُ مُرتَقِبَةٌ
موعدُنا العَودُ في الأعوامِ  فانتَظِرْ. 
____________________________

بقلمي مصطفى رجب، 
 مصر، القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد