عيد بلا وحده، بقلم الشاعر مصطفى رجب
عيد بلا وحده
يا ويح قومي كم ضلوا وكم عَمُوا
وفي الخلافِ تراهُم يعشقون الدَّمُ
قد فرَّقَ العيدُ بين القوم فانقسموا
كأنَّ فِطرَهُمُ نارٌ بها احْتَدَمُوا
هذا يُفَطِّرُهُ بدرٌ لِطَلعتِهِ
وذاكَ يُتْبِعُهُ حُكْمٌ لهُ غَشَمُ!
كأنَّ دينَهمُ أصبحْ بهِ مَرَقٌ
وكأنَّ نُورَ الهُدى في الجهلِ يَلتَهِمُ
ما عادَ يُجمِعُهُم دينٌ ولا خُلُقٌ
ولا كتابٌ، ولا شرعٌ، ولا قَلَمُ!
أصبحْنَ أمَّةَ تَشْقى في ممزَّقِها
وقَلبُها تَحْتَ أقدامِ العِدى يُهْتَضَمُ
عيدٌ كئيبٌ يُنادي: أينَ وحدَتُكُمْ؟
فيسمعُ الكونُ صوتًا خافِتًا بَكِمُ!
إنْ كانَ يُفطِرُكُمْ بدرٌ ومَطْلَعُهُ
فهَلْ تَرَونَ بأنَّ العِزَّ قد نَجِمُ؟!
يا أمةً غرقتْ في وهمها غَرَقًا
حتَّى تَشَظَّى بها التَّاريخُ وانْقَسَمَا
أينَ العُروبَةُ؟ هلْ صارتْ مُبعثَرَةً؟
وهلْ تَقاتِلُنا الأوهامُ والحُلُمَا؟
________________________
بقلمي مصطفى رجب
مصر- القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق