وحدة في زحام الدنيا، بقلم الشاعر مصطفى رجب
»»» وحدة في زحام الدنيا «««
وما العيشُ إلا رحلةٌ ذاتُ كِلفةٍ
تُراوِدُنا الآمالُ فيها وتُقصِدَا
سعيتُ، ولكن لم أجد غيرَ غُربةٍ
تَزيدُ بقلبي كلَّ يومٍ توقدا
دعوتُ صديقًا علَّهُ اليومَ مُغْنِيًا
فكانَ صداهُ الصَّمْتُ لا يترددَا
رأيتُ الأَسَى في كلِّ دربٍ سلكتُهُ
ولم أرَ في الإخوانِ حِصنًا مؤيَّدا
إذا ما دهتْني نائباتي، تكاثَروا
ولكنهمُ يومَ الشدائدِ شُرَّدا
فكم صاحَبوني حينَ كنتُ مُنعَّمًا
وحين جَفاني الدهرُ، صِرتُ مُجَرَّدا
فيا وَيحَ دهري، ما لهُ لا يُبالي
كأنّي نُكوصُ الدهرِ كانَ تعمُّدا
وما لي إذا ما ضاقَ بي الدهرُ لحظةً
أرى الناسَ كالريحِ الهَبوبِ تبدَّدا
فلا العُمرُ باقٍ كي أُراهنَ وحدتي
ولا الدَّهرُ يعطي مَن يُريدُ تودُّدا
إذا لم يكن لي من صديقٍ مؤازرٍ
فلا خيرَ في الدنيا، ولا الخيرُ يُرتَجَى
فيا ليتَني ألقى لجرحي مُداوِيًا
يُزيلُ أسى الأيامِ إن لاحَ مُسْهدا
فلا أشتكي إلا إلى اللهِ وحدهُ
فما لي سوى الرحمنِ إن جُرتُ مُفْرَدَا
فيا أيها الدهرُ استرحْ من أذاك لي
فليس لقلبي أن يكونَ مُقيَّدا.
____________________
بقلمي مصطفى رجب
مصر القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق