حنين الأزقة، بقلم الشاعر مصطفى رجب

حنين الأزقة

بين الأزِقَّةِ حيثُ الشُّجُونُ
يَهمي كطيفٍ سرى في السَّكُونِ

يمشي ك الغريبُ وفي قلبِهِ
ضوءُ الطفولةِ وحزنُ السنينِ

كانت خُطانا تُرابيَّةً
نرسمُ فيها دروبَ الأنينِ

نحملُ حلْمًا يُنادي البقاءَ
لكنَّهُ ضاعَ مع الرَّاحلينِ

كُبِرْنا.. فهل كَبُرَتْ أَزْقَةٌ
عاشتْ على وَجْدِنا المُطمئنِّ؟

كمْ مرَّ فيها صدى ضحْكَةٍ
ضاعتْ، ولم يبقَ غيرُ فرح ضنين

كالسَّرِّ في شِقِّ جِدرانِها
خبَّأنا ذكرى شبابٍ دفينِ

واليومَ نُبصرُ تلكَ الرُّؤى
تُومِضُ، تبكي، وتدعو الحنينِ

يا أيُّها الدَّربُ هل تَذكُرُ
من كانَ يومًا هُنَا يستكينُ؟

قد غادرَ الكُلُّ، لكنَّهُ
خلفَ الظِّلالِ هنا مُقيمُ

فالطُّرقُ تَحملُ صوتَ الذينَ
كانوا طيورًا بغيرِ سجُون

قد أرهَقَ الدَّربُ أقْدامَهم
لكنَّهُم لم يَمُوتوا  كالخائفين

يبقى المكانُ وإن فارقوهُ
نبضًا يُراودُ شوقَ العُيونِ

وإنْ هاجرَتْ عنْهُمُ روحُهم
تبقى القلوبُ على العهدِ بِتلكَ السنين. 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
بقلمي مصطفى رجب، 
 مصر، القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد