لمن خانَ غرةَ. بقلم الشاعر مصطفى رجب
( لمن خانَ غزةَ)
بأيِّ حقٍّ تُعلنُ الاحتلالا
وتزهو كأنك للكونِ مالكا فعالا؟
بأيِّ سلطانٍ غزوتَ عروبتنا؟
أوَحكمُ الغريبِ صارَ بنا مُحالاً؟
أتعبرُ بحراً من الدماء لتدّعي
نصراً على شعبٍ حَماكَ قتالا؟
أظننتَ أنّ غزةَ سترضخُ أملاً؟
وقد أبت كلُّ الجيوشِ نِزالا
يا من تغرّك قوةٌ لن تبقى،
تعالَ واسمع للتاريخِ مقالا:
رأينا أمثالكَ، وما كانوا سوى
غباراً يسوقُه الزمانُ زوالا
وغزةُ إنْ طالَ البلاءُ عليها،
ستصحو كأنَّ الألمَ قد خالها
أما حكامُ العُربِ، أين وقوفُهم؟
أين المروءةُ؟ أينَ منهم خصالا؟
أبوابهم تُغلقُ في وجهِ شعبنا،
ودماؤه تُسفكُ أمامهم انهمالا
يا أمّةَ العربِ، متى النخوةُ تصحو؟
وهل ننسى في النومِ العِزّ إجمالا؟
سلوا القريبَ، سلوا الحاكمَ الخنوعَ،
متى يفيقُ من السُّباتِ مِجالا؟
وغزةُ باقيةٌ، وإن ضاقَ بها،
صدرُ الزمنِ، ستصنعُ منه مِجالا
والعارُ يلتفُّ حولَ مَن خانَ شعبه،
ويبقى كريهاً حيثُ صارَ ارتحالا
فانظرْ لنفسكَ يا مغرورُ، أينَ
مصيرُك؟ ستلقى من اللهِ وبالا!
ختاماً نقولُ: كلُّ الغزاةِ يمضون،
وغزةُ، بأمرِ اللهِ، تبقى جبالا!
تعليقات
إرسال تعليق