جذور الأرض، بقلم الشاعر مصطفى رجب
( جذور الأرض )
ثبتَ الجذورَ بأرضِهِ وتشبّثا
لم يُثنِهِ قهرٌ ولم يتزعزعا
حملَ المفتاحَ العتيقَ كأنهُ
رمزُ الصمودِ وصورةٌ لن تُقلَعا
عشقَ الترابَ، فصارَ بعضَ ترابهِ
روحًا تُقاومُ ظالمًا لن يركعا
في كلِّ غصنٍ من يديهِ حكايةٌ
خطَّ الزمانُ فصولَها أنْ لا يُباعا
والأرضُ تهتفُ باسمهِ متجذِّرٌ
لا يستكينُ ولا يلينُ ولا يُضَاعا
يا نخلَ أرضي هل شهدتَ صلابةً؟
كالشمسِ لم يخشَ الظلامَ ولا انطفا
من زيتِ زيتونهِ استقى نورَ المدى فبقيتُ أرقبُ في جراحِهِ المدى
نظراتُهُ تحكي الخلودَ بلمحةٍ
وكأنَّهُ وطنٌ تجسَّدَ وانتمى
لا الريحُ تُقصيهِ ولا جورُ العدا
فالصخرُ أهونُ من ثباتِهِ والعَمى
كم حاربوهُ فما تخلّى لحظةً
هو في البقاءِ كآيةٍ لم تُهزَما
القدسُ تَشهدُ أنَّهُ رمزُ البقا
والحقُّ يعلو فوقَ ظلمِ المُجرِما
سيظلُّ مفتاحُ الرجوعِ بقبضِهِ
والدارُ تعرفُ أنَّهُ لن يُظلَما
إنَّا هنا والجذرُ ينطقُ ثابتًا
حتى وإن قالوا رحلنا مُكرَها.
_______________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر، القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق