الغقلة، بقلم الاديبة، د. هاجر علي
* * الغفلة * *
كن غافلا عن الدنيا ..
كما يغفل الناس عن الآخرة ..
فالدنيا أمرها قصير ..
وعينها عمياء لا ناظرة ..
هي عجوز شمطاء خبيثة ..
ليست بفتاة جميلة شاطرة ..
لكنها تغير شكلها ..
فتبدو لهم حسناء ساحرة ..
تجذب أصحاب الهوى ..
يميلون إليها وهي ساخرة ..
تسخر ممن يجري وراءها ..
وراء أسراب فارغة طائرة ..
لا يلوون على شيء منها ..
فتهوي بهم رياح قاهرة ..
هي تغر وتضر وتجُر ..
إلى بحر لا يملك باخرة ..
أو إلى مستنقع آسن ..
حيث الشياطين بك ساهرة ..
تشاركك مجونا وعفنا وتلوثا ..
وهي في إخفاء ذلك ماهرة ..
توجه أقدامك حيث ما ذهبت ..
إلى فخاخ تكون ماكرة ..
لها إعلانات ودعايات مدهونة ..
بطلاء لامع ولافِتات شاهرة ..
فالدنيا إبنة إبليس الذي ..
ألبسها ألبسة براقة فاخرة ..
يقدمها إلى من يخطبها ..
ومهرها فقط النفس الآمرة ..
والنفس الحرة المطمئنة تأبى ..
أن تتزوج بإمرأة عاهرة ..
تقبل بتعدد الرجال جملة ..
فطبيعتها طبيعة خادعة غادرة ..
لا تبق لأصحابها زادا ولا قوتا ..
وهي لرصيدهم وأملاكهم صادرة ..
تتركهم لا مأوى لهم عرايا ..
سوى لأرض قاحلة قافرة ..
قد نصبت عليها مرايا ..
وكاميرات تبديهم غير ساترة ..
فيخزيهم كل الوجود ويلعنهم ..
ولا يجدون لهم يدا ناصرة ..
سوى العجوز الشمطاء التي ..
ستقودهم إلى نار موقدة ساعرة ..
فاللهم لا تجعلنا من أهلها ..
ونجنا برحمتك وبأنوارك الباهرة ..
أنوار محمد حبيبك المصطفى ..
وآل بيته العثرة الطاهرة ..
وأدِم علينا عنايتك التي ..
تكون لحفظنا ورعايتك ساهرة ..
🖋الأديبة/ د . هاجر علي .
تعليقات
إرسال تعليق