صوت الصبر، بقلم الشاعر مصطفى رجب
صوت الصبر،
إذا ما اشتدَّت الدنيا وضاقَ بها السَّبيل
فاصبرْ ففي الصَّبرِ يُزهرُ قلبُكَ ويصنع المستحيل
ولا تَخشَ المَتاعبَ فهي تُصقلُ الرجال
وتُريكَ معنى الحياةِ وتكشفُ أنكَ بسول
تجرَّعْ مرَّها حبَّاً فإنَّ المرَّ عذبٌ
حين يَصحو بعدَهُ الأملُ الجميل
وإذ رأيتُ الليلَ يوماً والظلامُ له رداءٌ
أعلمَ إنّ النورَ في الأفقِ أصيل
وكم طاحتْ بأيدينا جراحاتُ المآسي
فكانتْ فينا كالبرقِ الذي يُزيل
تعالَ نُرممُ الأحلامَ رغمَ قُسوةِ الدَّهرِ
فكلُّ مُحاربٍ حتماً لهُ يومٌ أثيل
يقولونَ: الرِّياحُ تهزمُ العزمَ الشديدَ
فقلتُ: بل يُعلو الجبلَ صقيل
وإن ضعنا بعصفِ الشكِّ يكفينا اليقين
به نمضي كأنَّ الحلمَ باتَ لهُ دليل
تعلَّمْ من بقايا الأمسِ تصنعُ كلَّ مجدٍ
ففي الكسراتِ معنى للصَّمودِ لا يزول
وإن خانَ الأنامُ فكنْ لنفسِك خيرَ عونٍ
ولا تَرجُو الوفاءَ من ذليل
فمن زَرعَ التَّحدي في دروبِ الدهرِ عاشَ
ومن هابَ الرُّكامَ فلن يرى فجرَ الوُصول
خُذوا من قصصِ الأيامِ درباً من أمانٍ
وكونوا في رحابِ الأرضِ كالطَّوْدُ الجليل
فما زالتْ خطانا في دروبِ الصبرِ تَسري
كأنَّا نَحْملُ الآمالَ والحقَّ النبيل
لنا في كلِّ شُطآنِ المعالي موطنٌ
إذا اجتاحَ المحالُ نقولُ: ربِّي كفيل
فيا من أرهقَتهُ الريحُ لا تَخشَ الطريقَ
ففي الصَّبرِ النجاةُ وفي السُّموِّ دليل.
_____________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر، القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق