أين نفسي. بقلم الاديب. د. شريف شحاته

قصة قصيرة 
أين نفسي
عاشت إلهام في أسرة علمية أكاديمية رائعة والدها السفير عصام محمود السفير الناجح السابق والوالدة أستاذة في كلية العلوم السياسية والتي تخرجت إلهام منها بتفوق وكانت تتمتع بشغف كبير في تحصيل وتحليل المعلومات وعملت في أشهر جريدة بالبلاد ولكنها بدأت تواجه المسؤولين بأحوال المهمشين والمقهورين وتتحدث وتكتب عن أولاد الشوارع والأيتام والفقراء والفساد وحين تزوجت من ادهم زميلها بالكلية والذي يعمل في وزارة الخارجية إستمرت في هذه الحملات وكم حذرها والدها من السير في هذا الطريق وكذلك الوالدة وتوترت العلاقة مع زوجها بل عرفت أنه علي علاقة بإمرأة أخري وخاصة بعد فصلها من العمل والمضايقات الأمنية لها وكم تحدث زوجها معها قائلا أريد إمراة ولا أريد ضميرا يعذبني تكفي معاناة الحياة حتي قابلت صديقها القديم الطبيب النفسي الشهير وقد ساءت حالتها كثيرا ضحك وقال لها وصلت إلي عقار سري يمنحك روعة اللامبالاة إذا وافقت سيسعدك كثيرا بشرط أن تؤمني تماما بشخصيتك الجديدة وبالفعل تناولت العقار وبدأت تهتم بمظهرها وأناقتها وبدأت تمرح وتلهو مع زوجها كثيرا والذي سر كثيرا بها وكان في قمة السعادة وحين يبدأ في سرد بعض معاناة الآخرين كانت تشيح بوجهها بعيدا وتقول لا شأن لنا فلنهتم بأنفسنا فقط وحين جاءت إليها مسؤولة دار الايتام قالت لها إذهبي إلي المسؤولين فلا شأن لي بهذا وكذلك فعلت مع الجمعيات الخيرية والتي خرجت منها بل وقابلها رئيس مجلس إدارة الجريدة وتحدث معها وكان مبهورا بحالتها الجديدة وعرض عليها العودة للعمل وفعلا عادت وتحدثت وكتبت عن العلاقات الشخصية و العلاقات الأسرية والفن والسينما ولم تتطرق إلي البسطاء والسلبيات  والفساد أصبحت تحب نفسها كثيرا وتهتم بنفسها كثيرا وسعد الأب وطارت الام من الفرحة لقد أصبحت الإبنة أجمل وأروع من نجوم السينما والإعلام وأصبح ادهم زوجها لا يطيق الإبتعاد عن البيت ولكنها كانت تشعر بغربة عجيبة وتنتابها احيانا حالة من العزلة والوحدة بلا سبب وبدأت تزيد الحالة وتتطور ثم ساءت مرة أخري وأصبحت مصابة بالهياج العصبي بعد أن كانت سعيدة بالبلادة الحديثة وتم عرضها علي الأطباء النفسيين وكذلك صديقها الذي يعرف السر والذي أشار بضرورة حجزها بالمصلحة بعض الوقت ومازالت الحالة تسئ أكثر.  
المرأة حادة المشاعر بطبيعتها وحين تعلم أكثر من اللازم وتعرف أكثر من اللازم ثم تشعر أكثر من اللازم ستتألم أكثر من الآخرين والأكثر وعيا أكثر ألما والأكثر إحساسا أكثر عذابا ومن يحقن نفسه بعقار اللامبالاة وهو لا يؤمن بها ستكون النهاية مفزعة هكذا قال لنا الطبيب النفسي 
                      بقلم شريف شحاته مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد