كن وفيّا. بقلم الاديبة. د. نجاة كلش
كن وفيّا
خاطرة
كلنا بشر مخلوقون من طين..
وكلنا مكرّمون من رب العالمين..
وهبنا العقل ، فهو كنز ثمين..
وخلقنا في أجمل صورة ، وفي أحسن تقويم..
وهدانا الصراط المستقيم ؛ لننال جنات النعيم..
ولكن ، وللأسف الشديد ، الكثير منا أهان نفسه ، وضيّع التكريم..
وأعرض عن الذكر ، واتبع الشيطان الرجيم..
وصار همّه دنيا دنيئة فانية ، يحكمها شرع الغاب ، وكل فعل مشين، وخلع ثوب الجمال ، والعزة ، والكرامة الإنسانية النقي الأصيل ، ثوب ثوب الصدق ، والنبل ، والوفاء ، وكل جميل..
الوفاء...ما أجملها من صفة ، وما أعظمه من خلق رفيع نبيل!
صفة عظيمة من صفات رب العزة ، الذي لا يُخلف وعده للعالمين..
وصفة نبيه المصطفى الذي أوفى بعهده ، حتى مع الأعداء الكافرين..
فيا أخي في الإنسانية ، كن وفيّا ، وكن مُكرّما من رب العالمين..
كن وفيّا مع الله ، ورسوله ، والناس أجمعين..
كن وفيّا دنيا ودين ، ولا تنكر المعروف ، ولا تكن من الجاحدين..
كن وفيّا مع الأهل ، والخلّان ، وإن تباعدت المسافات..
كن وفيّا للأرض وللعرض ، وللماضي العريق ، وللنسمات ، وللغيمات، وللزهرات، وللحركات، وللسكنات..
كن وفيّا لمن ضحّى ، واعتقل ، وحمل الرايات..
احملْ في قلبك الوطن الغالي ، واسكب في روحك عطره، ولو طالت الغربة ، واشتدت الأزمات..
كن وفيّا للقلوب الجميلة ، ولكل المشاعر النقية ، ولكل حب غمرك بالسعادة ، ولو للحظات..
كن وفيّا لآمالك ، ولأحلامك، ولكل الذكريات..
كن وفيّا للأحياء ، وللأموات، ولكل عظيم قدّم الإنجازات..
كن وفيّا قولاً وعملاً أينما كنت ، وفي كل المعاملات..
ولا تتّبع الخائن ، والغادر ، ولا سيئ الصفات..
فما أجمل الوفاء حين يخيّم على كل الأوطان ، ويفوح عطره في كل المجتمعات!
فتعلو وترقى بالمحبة ، والثقة ، وأجمل العلاقات..
نجاة كلش.
تعليقات
إرسال تعليق