نبضات التعبير. بقلم الأديبة. د. هاجر علي
(( نبضات التعبير )) ..
أردت أن أكتب تعبيرا ..
فأصدر منه طيباً وعبيرا ..
يعالج أنفاً عالياً مزكوما ..
ولساناً مبكوماً به تأثيرا ..
ويُجري دمعاً على عيون ..
كاد الجفاف يبثرها تبثيرا ..
لولا شداه ما اتبعنا خُطاه ..
وما قدرنا أحرفه تقديرا ..
وما استلهمنا من رقائقه لطفاً ..
ولَتَعَسَّرَ علينا مُواكبته تعسيرا ..
فسناء لطفه لاح لأذواق ..
يَسَّرَ لها ذوقه تيسيرا ..
جعلت أفئدتهم تهوى إليه ..
وتشدُّ إليه وِتْرَها توثيرا ..
وتبحث عمن يدلها عليه ..
كما يسأل المتحير خبيرا ..
يُزيل عنه كل غشاوة ..
بتحليل راق كان به جديرا ..
فالتعبير إن كان من صادق ..
يُغذي العقول وينورها تنويرا ..
فعبر تعبيرك ومن ذاتك ..
فهو من جندك ولك نصيرا ..
ولا تنتحل تعبير غيرك ..
تصبح له مقيداً وأسيرا ..
فلِكُلٍّ تعبيره وما يراه ..
ويقرأ الحياة وينظرها تنظيرا ..
كمن يتغذى على خبز أبيض ..
وآخر يجعل من غذاءه شعيرا ..
لا تستوي التعابير فلكل مصبها ..
كسحاب تصب مطراً غزيرا ..
على جبل أو سهل أو رمال ..
فلا تنال من الرمال نقيرا ..
وتنتفع بها السهول لسهولتها ..
فترتوي وتُكون حولها غديرا ..
والجبال تمد الأرض بعيون ..
وكل عين عليها بصيرا ..
وكل شريان يسلك مسلكاً ..
في أودية تكون نهراً كبيرا ..
فيصبُّ في بحر يزيده عُمقاً ..
فيلفظ من أنفاسه لؤلؤاً منثورا ..
ويكتب من مداد موجه ..
سِجِلاًّ على صفحاته منشورا ..
فتبقى عيون التاريخ شاهدة ..
ولو كان ضلع اللوح مكسورا ..
🖋 د .. هاجر علي .
تعليقات
إرسال تعليق