شرف المكان بالمكين. بقلم الأديبة. د. هاجر علي
(( شرف المكانِ بالمكينِ ))
ألبسوني قميص الأنبياء ..
جعلوني من الوجهاء ..
نادوني على إنفراد ..
رفعوني إلى السماء ..
غرسوا رحيق حبهم ..
في الفؤاد وفي الدماء ..
أهدوني منهم مائدة ..
جعلوها طعامي وغدائي ..
سقوني من تسنيمهم ..
فلا عطشت من إعياء ..
أدخلوني في حصنهم ..
حفظا من الأعداء ..
أبقوني رمزاً لهم ..
وراية خفاقة لإعلائي ..
كشفوا لي سرهم ..
دون طلسم ولا إخفاء ..
يبدو في وجنتي ..
يوحي بحسن وإغراء ..
فأصبحت آية لهم ..
بينة بلا إفتراء ..
قدموني في زمرة العشاق ..
والعاشق يدلي بالابراء ..
إذ ليس له وجهة ..
سوى رب السماء ..
حيث تمسك بحبلهم ..
والجهر لهم بالولاء ..
فلا يَؤُمُّ غيرهم ..
إذ ليس عندهم من إنشاء ..
فالنشأة بهم تكونت ..
فهل لأذن من إصغاء ..
وهل لعين تبينت ..
وما كذبت من ادعاء ..
فعين البصيرة تحققت ..
مسحت العين من الإغشاء ..
فرأت عجائب ألطاف تحفنا ..
وكيف يدبر حكيم الحكماء ..
فإن عجزت عن إدراكها ..
فسل خبيرا من الخبراء ..
لا تسل عنها ذو تجارب ..
فإنه عالم من العلماء ..
لا يكشف لك عن مكنونها ..
فمحسوساته تركته في عماء ..
لا يهتدي إليها بعلمه ..
ولا هو عنها في غناء ..
كل مفتقر مدان لها ..
غنيا كان أو من الفقراء ..
🖋الأديبة/ د. هاجر علي .
تعليقات
إرسال تعليق