سرب الأوز. بقلم الأديب. د. جاسم محمد شامار
(سرب الاوز )
كانت تسرق الدقائق عندالفجر من الاطفال وتتركهم في الخيمة لتذهب الى البركة تنتظر شروق الشمس أو تنتظر سرب الاوز البري مهاجرا نحو الجنوب ،وتتلمس ماتبقى من الماء القادم من عين الماء في قريتها ليغذي البركة بجوار المخيم .
ماء البركة بدأ بالانحسار مع بدأ الحرب في قريتها ،توقف النهر عن الجريان ،طيور الاوز ماعادت لتأتي للمكان .
سماء قريتها كانت ملبدة بالدخان كل صباح وهي تتأمل المنظر من بعيد بعيون حزينة وقلقة على اخوانها وابناءقريتها وعلى عين الماء في القرية .
رغم انها نزحت من القرية مع الاطفال بسبب الحرب لكن الحنين لها ولعين الماء فيها يسكن روحها.
بشخصية قوية وابتسامة ساحرة وعيون تلمح من نظراتها نورا وقوة تخفي احزانها وتنظر بدفء وحنان للاطفال حولها .وبقلب يتواشح حبا ليسع الجميع كانت حضنا ووطنا لعشرات الاطفال من قريتها التي نزحت منها بعد الحرب .
كانت الام والاخت والعمة والخالة للاطفال ،هكذا كان قدرها ،تصنع لهم من الطعام مايسد رمقهم وتسرد لهم القصص في الليل عن القرية وعين الماء وسرب الاوز.
تجلس لوحدها بعد نوم الاطفال تستذكر كلمات معلمها وملهمها في طفولتها (ستصبحين امرأة قوية ويختارك القدر لمهمة صعبة وتنجحين بها ).
كلمات كانت تزيدها قوة وصلابة.
وعند الفجر تجد في تلمس ماءالبركة ما يهدأ قلقها وتوترها .
قي ذلك الفجر المشرق كانت هي الشمس التي اشرقت بابتسامتها وهي ترى عودة تدفق الماء من قريتها صوب البركة ،الماءبارد وعذب هذا الصباح وسماءالقرية صافية بلون ازرق والهواء نقي وسرب الاوز قادم في الافق صوب البركة ببهجة وغناء .
نزلت الى الجرف وبدأت تتلمس الماء بحنية بللت شعرها واسدلته للنسيم القادم من قريتها وكأنها تسدل احزانها .
بوجه باسم كانت صورة المعلم على وجه الماء (لقد نجحتِ، الحرب انتهت والامور بخير ستعودين للديار مع سرب الاوز).
د.جاسم محمد شامار
تعليقات
إرسال تعليق