الشعر موهبة. بقلم الأديبة الرائعة. د. هاجر علي
*الشعر موهبة *
قالت أكتب لي شعراً ..
قلت وماذا عساي أقول ..
قد إستنفذت أغراض شعري ..
وحل محله العجز والخمول ..
ولم تعد لي لذاك طاقة ..
ولا رغبة فيه ولا قبول ..
فلا تلمني عن انصرافي ..
لا خوفاً أن يلومني العذول ..
لكن أخاف إنكسار حروف ..
ومعاني يمزقها الجهول ..
وخروج خط عن السير ..
وعن ما ألفته العقول ..
فهل السائل عنها يلام ..
وهل يتهم بعدها المسؤول ..
فلو أتينا بكل رياضي ..
فلكي لم توجد له حلول ..
فلن يبقى سوى الإذغان ..
والإخضاع له مثول ..
يقف بين يدي شعر ..
مترامي أطراف غيب مجهول ..
والإيمان بالغيب مفروض شرعاً ..
وتؤمن به الشعراء الفحول ..
كما آمنت بإنجابها طفلا ..
مريم العذراء الطاهرة البتول ..
تكلم في المهد صبياً ..
قال أنا عبدالله لكم ورسول ..
ومن يؤمن بي وبكتابي ..
فهو عند رب الغيب محمول ..
نزل عليه مائدة من السماء ..
عيد لأولنا ولآخرنا مقبول ..
فلا تكفر من بعد تذوق ..
شعر أتاك مهذب مصقول ..
غريب في غرابته إستئناس ..
ليس مستصعب ولا منحول ..
قارئه المتأمل في ألفاظه ..
يجد ذوقاً غير منقول ..
يتنعم بحلاوة في لسانه ..
وبمعاني دقيقة لها شعر مسبول ..
خيوط من ذهب سبيك ..
في معصم سوار مفتول ..
يلمع كأنه شعاع شمس ..
تعكسه المرايا فَيُرَى المعلول ..
لا من علة ولا من داء ..
لكن اللسان كَلَّ فهو مشلول ..
فسلم لما قرأت من شعر ..
فلا تستطيعه إلا الفحول ..
فإن سألت عن فحل ..
لا دالَّ عليه ويصمت الخجول ..
إلا من أعطيَ موهبة ..
أدباً رفيعا ً يمكنه الوصول ..
أرضعه لبانه بلا فطم ..
على مر الأيام والفصول ..
🖋 د / هاجر علي المغرب .
تعليقات
إرسال تعليق