نظارة أمي. بقلم الأديب. د. محمد ديبو حبو
نظارة أمِّي
*********************************
تغيرت نفوس البشر ياأمي
فلا قريب
و لا صديق بالعهد صدق
يا أمّي أنا لا أهرب
لا أمسح أرقاماً ولا صورً
ولا حتى أعطي صدّاً
ولا أتهرب من الذكريات
أنا أواجه... أعالج نفسي
بنفسي أنظر إلى صورِ
من تركني و رحل ...
يا أمّي هل تخترق جدران
القرابة والصداقةِ عند المحن؟
وهل كنا سنرى الوجوه كما
نراها عند السمر؟
سأرتدي نظارتك التي
كنت ترسمين لنا الدنيا من
خلالها بألوان
فصول السنة الأربعة ..
فهل مازالت
على عدساتها تلك الصور
ماعدنا نراها ياأمي بعينيك
فقد كبرنا وأصبحت
عيوننا مشوشة
لا نرى جيداً
أفكارنا مسيرة
وعقولنا مشردة
أقوالنا من حروف
الأبجدية المبعثرة
عجباً يا أمّي
فقد تعلمنا
من الحياة دروساً وعبر ...
أين هي تلكَ الصور
لعلها ماتت !!!
وهل يا أمي تموت الصور ؟؟
أرى يا أمي
ضمائر الناس قد ماتت
هل شاخت نظارتك
و اصفرت أوراق خريفها .
ياأمي ها أنا انظر
لعينك بدونها فأرى فيها
الغرائب والعجائب
أرى فيها هامشاً
و قد كتبت عليه
تلك المحن
رأيت الدنيا بعينيك يا أمي..
إن الصور مازالت عالقةً
على أطراف أهدابك
يا أمي حزينة هي أيامنا
تسير خطواتنا فيها بلا أمل
فلا حكاية ولا قصة تناغمنا
نمشي ونمشي
وتأخذنا الى كهف مظلم
لانرى فيه حتى ولا
بقعة ضوء في نهاية النفق
بقلم
محمد ديبو حبو
تعليقات
إرسال تعليق