حوارُ بين العقل والنفس بقلم الشاعرة. د. فريدة عاشور

حوارُ بين العقل والنّفس
فريدة عاشور
مسجلة
-------------------
ويسأل العقل أتهجرين دربي وأنا الرشيد   في تلك الدنا
 ثم تتوارين بحقبة النوى
هل  تعلمين
أننا كتوأمٍ من رحم الأرض أتينا نرتجي نور الهدى
فأي دربٍ تسلكين والدروب في عداءٍ للوفا

^^^^^^^^^^
 أجابت النَّفس : اسيرُ خلف رغبتي
على جمر الحصى
وأقرعُ الأبوابَ يستجيب لي وينحني عنف الصدى
ُوتنعش الأسرار قلبي

^^^^^^^^^^^^
تسائل العقل فمن أحصى لك  الأرقام والأيّام   في وقع الخطى
والعزف بالنّاي من المهد إلى طور الصبا
فكل أمّةٍ يقود أمرها سيّدها
وأنت تتبعين بالدنيا الهوى
فكيفَ تخرجينَ عن القانون
ثم تلجئين للنّهى
عودي  أكون ناصحًا وللطريق صاحبًا
^^^^^^^^^^^^^^
النَّفسُ : قد صنعت أرقامًا بلا حسٍّ ولا شعورٍ
وخضت بالحروب أصناف الرّدى
فهل طربت من بكاءٍ للورى
وهل وضعت منهجًا للسلم والسلامة؟ 
وهل جعلت العالم التعيس يحيا
قاصيًا  عن سطوةٍ من القوى؟ 

^^^^^^^^^^^^^
العقل في اسْتكانةٍ
يا أنت قد خلقت من ضلع الهوى
أمّا أنا صنعت منْ مدارك العلا
كى تخضعي سوف أقيم دعوة
في قاعة كبرى
وأدعو الكلّ حتّى ومتى 
وأفتح الفعل، أضم الخبر الذي أتى
وأحذف النقطةٍ من نون الندى
وكل أصناف الأنا 
لنألف المعتاد في عصر الردى

^^^^^^^^^
تدلّلت النِّفس وقالت
ضَمّني إليك حِسِّي يصهرُ الثلج
يخصّب  المعاني
تنصحُني وأصغى
أذوب كالحلوى إذا مستنِّى الذكرى
إذا غبت وحين تأتي
و في مداك أمضي
تكونٓ لي أميرًا
وناصحًا أمينًا
لكن بدون قسوة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد