من هم الملوك. بقلم الأديبة. د. هاجر علي
* من هم الملوك *
ليس الملوك من لهم الحاشية ...
وتاج وصولجان وأسوار عالية ...
وحدائق غناء تزينها عيون ...
وأنهار متدفقة من تحتهم جارية ...
وخيول لها سرج مطعمة ...
بجواهر ولاآلئ راكضة عادية ...
وجواري في مقصوراتهم وحرائر ...
وغلمان خدم لهم موالية ...
وكل ما يطلبونه يجدونه أمامهم ...
وأمرهم مطاع يلبى ومراعيا ...
ذلك ملك الدنيا والدنيا دنية ...
ونعلم علم اليقين أنها فانية ...
لا تترك ملكا ولا ملوكا ...
كل تفنيهم ولا تبقى منهم باقية ...
فإذا كان هذا حال ملوكنا ...
فليس بملك بعد زواله نهائيا ...
فلنبحث عن ملك حقيقي دائم ...
ما له من زوال ولا داهية ...
ملك يبقى رغم فناءنا ...
رغم العواصف والأمواج العاتية ...
ملك يرسخ في روحنا وذاتنا ...
نحيا به عزا ورفعة عالية ...
نستغني عن الدنيا وزخرفها ...
ولا تغرينا أعجاز نخل خاوية ...
ونكونوا أحرارا كما ولدتنا
أمهاتنا ... والحر ملك حياته راضية ...
فكم من مترفع عن شهواته ...
أصبح عند مولاه غاليا ...
أكرمه كرما تحسده ملوكه ...
لو عرفوه أحاطت به الزبانية ...
كيف يشاركهم في ملكهم ويفوقه ...
وإذا ما قارنته ليس سواسية ...
ملكهم يستقي من حياة قصيرة ...
وملكه ينبع من حضرة ربانية ...
شرابها عذب ولذة طعمها ...
يطير به الوجدان إلى الجنان العالية ...
نراه عاديا كما نرى بعضنا ...
وروحه تسبح في أجواء ملكوتية ...
إذا ما قال للشيء كن ...
يكون موافقا للأمور الإلهية...
قد نصت بذاك أحاديث ...
ليست غلوا ولا أقوالا واهية ...
من يبات لله راكعا ساجدا ...
ودموعه على الخدود جارية ...
يخاف يوما تتقلب فيه الأبصار ...
والناس عن هذا اليوم لاهية ...
ويطعم الطعام على حبه ...
لا يريد جزاء وأجرا وافيا ...
سوى من على العرش استوى ...
أن لا يقصيه من نظرته الباهية ...
يغشاه بعدها لطف وسكينة ...
ويدخل في ملك ليس فانيا ..
🖋 د: هاجر علي / المغرب .
تعليقات
إرسال تعليق