عشقُ الطفولة. بقلم الشاعرة. د. ملاك الزين

عشقُ الطفولةِ 

مررتُ في حيكمْ القديم
سرتُ و تنقلتُ بينَ الأزقةِ المنسيةِ 
ما إنْ وصلتُ داركم
داركمْ الخاليةُ من أهلها 
انتابني شعوراً بالفرحِ 
وآخرَ بالحزنِ ..
بدأتُ اتأملُ الجدرانَ 
والنوافذَ وبابُ الدارِ
وشجرةُ البرتقالِ 
لمْ أشعرُ بنفسي 
و دونَ درايةٌ مني 
قرعتُ بابَ الدارِ
ما من أحدٍ ..
آهٍ .. كمْ كانتْ جميلةٌ تلكَ الأيامُ
آهٍ .. ما كنَّا نعرفُ الأحزانَ 
كمْ كبرتْ شجرةُ البرتقالِ
كنا نستضلُ بضلها 
تذكرُ عندما أسميتها بإسمي 
أَتذكرُ عندما حفرتَ إسمي 
على جذعها 
نعمْ حفرتهُ داخلَ قلبٍ صغيرٍ ..
ما زلتُ أذكرُ يومَ سفركم 
أخرجتَ يدكَ من نافذةِ الحافلةَ 
مودعاً ..
بسفركمْ .. 
سافرَ قلبي معكمْ
تُهتُ بينَ الآهِ والأنينِ 
ضاعتْ آمالي 
لمْ أنساكَ أبداً
رغمَ طولَ السنينِ .. 
عشرُ سنينٍ من الفراقِ 
لمْ أفقدُ الأملَ بالقاءِ 
ما من خبرٍ وصلني عنكمْ قطْ ..
لا بُدَّ أنكَ أصبحتَ رجلاً 
أمازلتَ تحبُ شعركَ الطويل 
أمْ أنكَ تخليتَ عنهُ ..
رسمتُ لكَ صورةً في خيالي 
لا أعرفُ كمْ فيها شبهٌ منكَ ..
يخطرُ في  بالي تساؤلٍ 
كمْ من أُنثى عشقتَ من بعدي 
كمْ من أُنثى عشقتكَ ..
هلْ أصبحتَ اباً .. ألديكَ أطفالٌ 
لا بُدَّ أنْ عائلتكَ جميلةٌ جداً ..
أنا مازلتُ كما أنا ..
أنتظرُ عهدُ الطفولةِ الذي بيننا
لمْ أنساكَ ..
هلْ نسيتني ..؟
هلْ عشقُ الطفولةِ يُنسى .. إنْ كبرنا
فأنا لمْ أنسى 
أتمنى أنْ لا تكونَ 
قدْ نسيتني .....
الشاعرة ملاك الزين 
٢٦/٨/٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد