في محراب الحياة // الكاتب ✍أ.الحسين بن ابراهيم
في محراب الحياة.
يتوضّأ الورد بندى الفجر
ليُصلي الصّبح
حاضرا..
عادةٌ ألفها الورد و كل من جانسه
و بعض الطيور التي
لا تفارق الديار..
فلنصطف خلفها
نصلي جماعة
في محراب الحياة
و نسأل الله السلامة
من كل شر...
فقد ضاقت الدنيا بما رحبت
و انقلبت الموازين..
أصبح الإنسان "ذئبا
لأخيه الإنسان"
مثلما نظّرت لذلك الوجودية ...
لم تبق لنا ثقة
في بني جنسنا..
أبناء آدم..
فقد عمدوا إلى رقاب بعضهم
يجتثونها بوحشية الكواسر..
غيّروا التاريخ..
و الأخلاق..
و المفاهيم..
و القيم.
محوا رسوم الحضارات السالفة..
عبثوا بالمقدّس..
عشقوا المدنّس و حشروا أنوفهم فيه
بكل الشبقيّة و الحيوانيّة...
ماذا بقي لنا؟
نحن اليوم رسوم أشخاص تمشي
على وعْسٍ..
لا تدري متى يبتلعها الطوفان الهادر
في كل ركن من المعمورة..
أسقطوا باء الحبّ
و اكتفوا بالشطر المخيف
من اللفظة التي ألفناها..
و اعتدنا على عذوبة وقعها..
أصبح الإنسان اليوم
شرا مُستطيرا حيثما حل..
هلم بنا نقلّد العصافير
في نقائها..
في صفاء سريرتها..
في تواددها و تراحمها..
و إيمانها..
"تغدو خماصا و تروح بطانا"
تبني أعشاشها قشّة قشّة
و هي تتصوّر رفاهية الإقامة فيها
لأنقافها الصغار..
لا تكل و لا تمل..
و مهما عتت العواصف
تشبثت بأعشاشها
و لم تغادر..
لم تُغرها خصوبةٌ في أرضٍ
ليست أرضها...
و لم تنهدْ إلى ماء
ليس في جوارها..
جوّالة ..أليفة.. ولود..
و تشتهي أغاني الصّباح
كأنها تنادي في البشر :
"يا أيها النُّوَّمُ...
"حيّ على الفلاح"...
الكاتب✍
أ.*الحسين بن ابراهيم.
30/8/2023
تعليقات
إرسال تعليق