مفهوم التصوف // الكاتبة✍د.هاجر علي
{ مفهوم التصوف }
لا أنكر الشيخ العارف بربه ...
فمتى عرفته فامش على دربه ...
وأقم له صدقات كثيرة ...
لا خسران ولو بغير علمه ...
يخبره الله تعالى بها ...
وتحظى عند ذلك بقربه ...
فالشيخ روحه تسري في الفضاء ...
وتعلم من هو قائم بعزمه ...
وتمد المريد بعون دائم ...
يرى عليه نورا في وجهه ...
وترتفع همته لتعلو السماء ...
وتغترف الأنام من علمه ...
فكأنه شيخ إن لم يدعي ...
فقد جاءه الأمداد من شيخه ...
فيصبح شيخا كشيخه العارف ...
يلقنك ما عجزت عن فهمه ...
فلا تحتقر مريدا طالبا ...
واسطة شيخ لمعرفة ربه ...
فالشيخ سوى حبل الله موصل ...
صراط مستقيم فتمسك به ...
ولا تصغ لعذول لائم ...
ودع لومه ينخر في صدره ...
فالنفس دواؤها الكبر الذي ...
يمنع إدراك ما في كنهه ...
وفي عصرنا شيوخ ملئت الدنا ...
لا تدري أيهم يمد من سره ...
أهو مأذون أم فقط إدعى ...
ليقضي حاجة ورغبة نفسه ...
يغري البسطاء فيلتفون حوله ...
طمعا في مكاسب من عنده ...
ويلعب بذكائه على عقولهم ...
حتى يظنون كل رزق من رزقه ...
إذا راؤا منه كرامة ...
سعدوا وقبلوا أعتاب بابه ...
يعِدُهم ويُمَنيهم ويغُرُّهم ...
فقط صحبته تكفي لفوزه ...
لا بكتاب الله ولا سنة ...
يتحمل عنهم ذنوبهم بحمله ...
فلا تصحب من هذا أمره ...
فأمره باطل وتبطل على أثره ...
فاستقامة خير من ألف كرامة ...
تراها منه أو من غيره ...
فالكرامة ليست لنا مقصدا ...
ومن يقصدها فهو من ضُعفه ...
يعيش في أوهام وغفلة ...
ويبعد عنه الجد بهزله ...
فلا يرى ضوءا يستنير به ...
ولو بدل أقصى ما في جهده ...
فاقصد مربيا صالحا إن بدا ...
يريك عيوبك وتستفيد من نصحه ...
يوجهك إلى الله وجهة ...
تكسوك حلة من نوره ..
وتنزل عليك منه سكينة ...
تغشاك ليلا ونهارا بفضله ...
تعلمك أشياء وتعرف نفسك ...
أَلاَ قدرة لها إلا بقدره ...
فاكرم نفسك بضعف ومسكنة ...
فالمسكين يرعاه الله بحبه ...
كما رعى نبينا محمد ...
وكل من تمسكن لجنابه ...
لخصتُ قولي في تصوف ...
بين عارف بالله ومريده ...
ولا أزكي نفسي على أحد ...
فكل حديثي يأتي من عنده ...
فليس لي من الأمر شيء ...
فأنا فقط شيء من شيئه ...
وأختم قولي بالصلاة على محمد ...
خير البرية والشرفاء من آله ..
الكاتب✍
🖋 د : هاجر علي / المغرب .
28/6/2023
تعليقات
إرسال تعليق