انا والبحر. بقلم الأديبة. د. هاجر علي
{ أنا والبحر } .
جلست لأشكو إلى البحر لوعتي ...
وقساوة الدهر وزمانة علتي ...
وتواثرت أحداث لا تنقضي ...
إلا بمعاناة ومأساة وخذلة ...
فأجابني والأسى يحز صدره ...
ودمعه الأزرق يحكي عن الطوية ...
وموجه العالي يُبدي قبولا ...
ثم يعود أدراجه بالرِّدة ...
سألت خبيرا عنه فأجابني ...
يا صاح أنا بالبحر عديم الخبرة ...
كنت من قبل صديقا له ...
لكن الآن لم يعد بوصلتي ...
تَقَطع حبل الوصل بيننا ...
لأسباب كثيرة وقلة عدتي ...
ما دمت أمامه فأنت آمن ...
فإن ركبته قد ينذر بالنكبة ...
فإن تسلم مرة أو مرتين ...
فما سلمت كل مرة من جرة ...
إذا رفع عصاه وشق طريقه ...
لتمر فيها وتنجو من كربة ...
فهي مكر للظالمين إذا رأوا ...
نصرا على المستضعفين والعزة ...
كفرعون وجنوده لما تبعوا ...
موسى وقومه باؤوا بالخيبة ...
أغرقوا جميعهم في يمٍ واحدٍ ...
وكان التأييد للضعاف بالنصرة ...
هذا ما أملاه علي بحر هاديء ...
فإذا هاج تتبدل نظرتي ...
أرى الفناء يحل مكانه ...
يُنهي كل شيء بزفرة ...
حتى البحر العاتي يُخمد أنفاسه ...
ينفخ فيه بنار وسجرة ...
فلا تعظم بحرا مهما كان شأنه ...
هو ضعيف مثلنا بلا قدرة ...
على رغم ضعفه نال قوة ...
لا يثنيه عن عزمه أي قوة ...
فلا تصادقه وتأمن مكره ...
يراك في غرق وهو في لذة ...
على كل حال فالبحر زاخر ...
بالخيرات وبكل مودة ...
يريك عجائبا منه وغرائبا ...
ويوحي إليك بأجمل فكرة ...
وينسيك ما تعانيه من كبد ...
وينسج في الخيال أحسن صورة ...
لمستقبل زاهر بالخير واعد ...
كأنه شخص بدا بأفضل حلة ...
تعليقات
إرسال تعليق