بكاءُ العشب الأخضر //الكاتب✍أ.مصطفى رجب
..........
( بكاء العشب الأخضر )
.........
ملحوظة ( العشب الأخضر)
اقصد به الاسلام
..............
أنا العشب باكٍ فهل من مجير؟
فقد كنت دوماً صباحاً منير
وحولي حدائق خضراء زفت
إلى الكون فجراً بوجه نضير
ففي راَحتي كل عطر جميل
ومنّ مقلتي كاَن لحن البشير
حضنت الوراى في فؤاد رحيم
لماَ ضل أعمى أراد المسير
أنا العشب يا أيها الناس ذخر
لكل غني ... لكل فقير
فمن عاش في واحتي عاش حراً
ومنّ قد أبى ما لهُ منّ نصير
فكل الطيور سلام عليها
وأنّ فؤادى ربيع الطيور
فلم تخشى بازى يجوب السماء
ولم تخشى ذئباً بأرض يغير
إذا حل ليل فزهري جنود
إذا هن طفل بواد عسير
فإني لهُ خير أم يراَهاَ
وخير أب في زمان مرير
فتلك الطيور تهيم بعشقي
كماَ هاَم عشقاً هلال وقور
أنا سندس في صحارى الحياة
وغيث السماء وناي الدهور
فيطرب لحني جلاميد صخر
ابت أن تلبي نداء الضمير
تراهآ خشوعاً كأن النسيم
صلاة لها زف بين الصدور
تراهآ تصلي صلاة السواقي
بنهر يفيض بماء وفير
تراهآ تصلي صلاة النجوم
على كف حر بثغر حبور
فمن غير الصخر حتى تسامى
فصار رقيقاً كهمس لحور
فمن يا ترى؟ إنهُ لحن عودي
ومنّ يستمع لحن عودي بصير
أنا يقظة الصبح في غور نفس
وروح وبدر لشتى العصور
فلم أحمل السيف ظلماً وبغياً
ولكن حملت كتاباً ينير
أنا منّ تراه شغوفاً بعدل
وإني رحيم بطفل صغير
أنير الطريق إذا جن ليل
وأهدي سفينآ بعمق البحور
أنا العشب فانظر كتابي سراج
البراياَ من النار يوم النشور
وأهدي الحيارى إذا العقل أضحى
غريباً عن الله حين يخور
على ضفتي تُبصر الله حقاً
فتمضي سعيداً بقلب طهور
فغرد كما شئت حين تصلي
فمحرابك النور يهدي الغرير
أنا العشب الأخضر باكِ
فهل من مجير
.........
الكاتب✍
أ.مصطفى رجب
23/6/2023
تعليقات
إرسال تعليق