الخداع الزائف // الكاتب ✍ عبد الرحمن توفيق

الخــــداع الـــزائف



عَصَـَف الْهَـــوَى بِفُـــؤَادِىَ فَتَـتـوَّقَا***حَسَـــبَ الْخَــــلِيلُ وخِلَّـــهُ يَتَفَارَقـَا
مَا كَادَ هَــــمِّي وَالْغَــرَامُ سَــــــبِيلُنَا***إنّ الَّسبِيلَ هُوَ الصَّــــــفَاءُ مُخَلـَّـقـَا
فَيُنَاشِــدُ الْأحْـــزَانَ حِينَ شَــــبُوبِهَا***وَيَصِيرُ دَمْعِي فِى الشُّــؤونِ مُؤَرِّقـَا
ظَنَّ الْحَــبِيبَ بِهَجْــــرِهِ فِى بَيـْـــنِهِ***إِنَّ التَّنَائِي وَالْهَـــــــــــوَى لَا يُومِقـَا
مَا شَابَ قَلْبِي مِن لَهـِــيبِ فُرَاقِــــنَا***وَالْجِسْــــــــمُ قَاوَمَ كُلُّ مَضٍّ عَارِقـَا
مَا أبْرَحَ الشَّــــــوْقُ الَّذِي يَتَوَهَّـــجُ***حِينَ الْهُيَامِ تَوَهُّــــــــــــجًا وَتَعَلـُّــقـَا
أيَظَلُّ صَبْرِي نَافِـــذًا مُتَعَـــــــــانِقَا***وَيَظَلُّ قَلْبِي عَالِقًا مُتَشَـــــــــــــــوِّقـَا
بِخَيَالِ طَـــيْفٍ كُنْتُ أحْــــــلَمُ هَائِمًا***وَصِبَا هَوَايَا وَالْفُؤَادُ مُرَاهِــــــــــقـَا
وَحَدِيثُ لَــيْلٍ قَـــــانِعًا مُتَحَــــــــدِّثَا***بِصَفَاءِ حُبٍّ شَـــادِيًا مُتَصـَـــــــدِّقَـا
فَرِأيْتُ أنَّ الْحُـــبَّ كَانَ مُنَاجِـــــــيًا***عَـَبَراتِ دَمْــعِ بَاكِيًا مُتَحَــــــــــدِّقـَا
وَعُـيُونُ جَــفَّ شُــــــؤنِهَا وَمــآقُهَا***وَبَصِيرُهَا مَاكَادَ أنْ يَتَمَــــــــــلـَّــقَا
أمِنَ الْهَـــوَى وَالْعِشْـــــقُ ذَلِكَ كُلُّـّهُ***أمِنَ الْحَبِيبُ يَظَلُّ قَلْــــــــــبِي تَائِـقَا
حِينَ اللـِّــقَاءِ عَـــــرِفْتُهُ أيْقَـــــنـْـتُهُ***وَكأنـَّهُ بِرَسُولِ وَحْيٍ صَــــــــــادِقَـا
زَلَقَ اللِّسَــانُ وَقَــــوْلُهُ بِبَلَاغَـــــــةٍ***تُسْجِى الْهَوَى حِينَ الْكَلَامِ مُنَسِّــــقَـا
تَهْـدِي ســَـقِيمًا عَاوَدَتـْهُ شَــــــــائِقَا***لَحَظَاتُ حُبٍّ هَاجَ خَوْفًا لَاحِـــــــقَـا
وَقَرِيضُ سَجْعٍ شِـــــعْرُهُ مُتَذَلـِّــــقَا***وَأُصُولُ قَافِـــــيَةٍ يُنَظـِّــــــــمُ لَابِـقـَا
جَادَ الزَّمَانُ بِطَـــــــيْفِهِ وَبِحُلـْـــمِهِ***لِيُطَوِّقُ النُّعْمَانَ حُسْــــــنَ شَـــقَائِقَــا
ضَحِكَ الرَّبِيعُ غُصُونُهُ فَتَرَاقَصَـــا***وَرْدُ الْكُئُوسِ بِذَيْعِـــــــــهِ وَتَرَوْنَقَــا
نَسَجَ الْغَرَامُ لِبَاسَـــــــهُ مُتَلَاصِـــقًا***بِخِيَامِ ليْلٍ كَادَ يَهْـــــوَى بَاسِـــــــقَــا
مَا كَادَ ظَنـِّى بِالْغَــرَامِ وَشَـــــــوْقِهِ***طَعْنَ الْمُحِبِّ بِخِنـْجَرٍ مُتَنَــــــــزِّقـَـا
فِى أضْلُعٍ يَسْــرِى يُمَـــزِّقُ فـَــارِقَا***كَالسَّهْمِ عِنْدَ الرَّمْـيِ يُرْسَـــلُ فَالِقـَــا
يَا َلْيَتَ مَاعَرِفَ الْفُــؤَادُ غَـــــــرَامَهُ***قَبْلَ الْهَوَى مُنْذُ التَّلّاقِى مُسْــــــبِــقَـا
يَا لَيْتَ مَا طَالَ الْودِاَدُ وَعِشْـــــــقُهُ***مَا الْعِشْـــــقُ إلَّا رِبَاطـًا عَـائِـــــــــقَـا
يَا صَاحِبِى مَا بِالْخِدَاعِ خَدَعْـــــتَنِى***أتَقُولُ أنَّ هُــــــيَامَهَا مُــتَأوْلِــــــــقَـا
أتَظُـنُّ أنّ غَـرَامَهَا كَغَـــــــــرَامِىَ***مَا دَمْعُهَا لِفِرَاقِنَا مُتَحَــــــــــــــدِّقـَــا
مَا الزَّيْفُ طَبْعِى وَالْخِدَاعُ وَسِيلَتِى***مَا غـَايَـــــــــتِى إلَّا صِفَائِى بَارِقـَـــا
أقـْـنعْتَنِى أنّ الفُـــرَاقَ مَصِــــيرُنَا***وَتَخُوضُ إفْكًا وَافـْتِرَاءًا بَاعِـــــــقَـا
الآنَ تَدْنُو بَاكِيًا بَلْ رَاكِـــــــــــــعًا***بَعْدَ الْخِدَاعِ تَهِيمُ فِسْـــــــــقًا حَانِقـَـــا
وَتَوَدُّ أنْ تَغـْدُو بِهَا مُتَلاقِـــــــــــيًا***وَبِحُـجَّــتِى سَـــــاوَيْـتَنِى وَمُحَلـِّــــقَـا
مَا الذَّنـْبُ هَذَا ذَنـْــــبُهُ بَلْ ذَنـْــبِىَ***فَأنَا الذِّى صـَـــــــــادَقـْتُهُ مُتَصَـــدِّقـَا
أقـْســَــمْتُ ألَّـنْ يَرْتَوِى مِنْ نَبْعِهَا***وَيَظَلُّ فِى خُطـُــــــــوَاتِهِ مُتَرَاهِــقـَــا
فَأَنَا حَبِيبٌ عَاشِقٌ لِحَــــــــــبِيبَتِى***وَأَنَا الَّذِى أحْبَبْتُ عِشْـــــقًا سَــــابِـقـَـا
كَيْفَ الْهَـوَى أنْ تَرْتَضِى يَا أحْمَقـَا***غَيْرَ الْحَبِيبِ وَشَـــــــــــوْقِهِ مُتَألـِّـقَا
أسَألْـتُهَا عَنْ قَصْــدِهَا لِحَــــــــبِيبِهَا***وَعَـرَفـْــتَ عَـنْهَا كُلَّ ذَلِكَ مُسْــــبِقَا
قَـبْلَ الْوِدَاعِ فَقَـدْ رَجَـوْتَ وِدَاعَـــنَا***أوَ لَمْ تَكُـنْ بِوِدَاعِـــــــنَا مُتَرَمِّـــــقَا
يَا مُهْــجَتِى هَلْ تَعْلَــمِيَن خِــدَاعَهُ؟ ***هَــلْ تَدْرِكِينَ فُــنُونَ زَيْفٍ حَـــــانِقَا
هَــذَا اللَّــئِيمُ مُكَـــابِرٌ فِـى حُلـْـــــــمِهِ***هَلْ تَدْرِكِــــينِى رَحْـــــمَةً وَتَرَفـُّـقَا
مَـا ذَاكَ إلَّا فَاسِــــــقًا وَمُخَــــــادِعًا***هَلْ تَرْحَمِى قَلْــــبًا عَـفَانِى شَـــائِقَا
اليَــوْمُ أنْتَ الآنَ فِى نَـارِ الْجَــــوَى***مَا النـَّارُ إلّا مِـنْ لَهِــــيبٍ بَارِقـَـــــا
يَا مَنْ تُنـَادِى بِالهَـــوَى وَنَقَـــــــاءَه***مَا أنْتَ إلَّا لِلْهَـــــــوَى مُتَشَــــــوِّقَا
وَهَوَيْتَ أنْ تَمْشِى طَرِيقِى فِي الْخَــفَا***وَتَبَرَّأَ الْوِجْـــــدَانُ حُسْــــنَ تَتَــوُّقَا
يَا كَابِـدَ الأحْـــــزَانِ فِى أحْشَـــــــائِهِ***أيَظَلُّ شَـــــوْقِى هَائِمًا مُتَعَـــــــانِقَا
بِشُـجُونِ قَلْـبٍ عَـانَ مَضًّـا بِالْجَــوَى***أنّ الهَـوَى بِصَـفَاءِ حُـــبٍّ خَــــانِقَا
مَازَالَ عِشـْـــقِى بِالْهَــــــوَى مُتَدَفِّـقَــا***بِتَوَهُّجٍ شَــــابَ الفُـــــــؤَادَ تَأّرُّقَــا
وَسَــعِيرُهَا حَـاكَى اللَّــظَى وَبِغَـــيْظِهَا***كَلَهِــيبِ نَارٍ ذَادَهَــــا وَتألـَّــــــــقَا
يَا لَيْتَنِى مَاكُنْتُ أحْـــيَا شَــــــــــاعِرًا***أوْ ُكْنُتُ أصْـــفَى لِلْــوِدَادِ مُحَلـِّــقَا
فَالشِّــعْرُ دُنْيَا فِى الْخَــيَالِ جَـــــمَالُهَا***مَا ذَاقَــهَا غَـيْرَ الْمـَـلَاكِ الْمُـــرْتَقَا
مَا مُنـْـيَتِى إلَّا أعُـــــــــــودَ لِنَشْـوَتِى***لِأُكَابِدَ الزَّيْفَ الْمُخَـــادِعِ عَــــارِقَا
هَلْ كُـلُّ حُلْــــمٍ مُنشِـــدٍ لَا يَصْــــدَقُ***صِدْقَ الْمُنَى بِنَقَاءِ شَـــدْوٍ مُشْــرِقَا
لَازَالَ حُـــبِّى عَــــالِقًا بِغَــــــــرَامِهَا***وَهُـــيَامُ قَلْــــبِي لَايَخَــــافُ قَالقا




الكاتب✍


عبد الرحمن توفيق

10/8/2022







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد