قالتْ بنيّ // الكاتب ✍ سامي رضوان


( قالتْ بني )


قالتْ بني وصيتي
العمرَ مني قدْ مضى
الآنِ أعطيكْ الوصيةُ
قائدا كيفَ أكونُ
حبيبتي

وسواكَ لمْ يأتِيَ غديَ
أنتَ الحياةُ ربيعها أماهَ
ويحكّ قدْ كفى منذُ
الرحيلِ ولمْ يأتيَ الندى

أعجبتْ فيكَ سماحةُ
قلبِ بينَ الدروبِ يساورُ
طفلاً تربى برفقِ كأنَ التجليَ
لهُ موطنا يفوقُ العلا على
رأسِ الجبالِ ويرسمُ لوحاتٍ
منْ الخيالِ أراهُ إليكَ يشدُ
الرحيلُ وذا مقصدي

أماهَ أنتَ في أعماقنا
كالونَ البرقِ الذي يغازلُ
هذا المطرِ وزهرٍ يفوحُ
بعطرِ الربيعِ إلى منزلي

أماهَ أهدى إليكَ
السلامُ بينَ أصابعَ أيدَ
الحمامُ وقلبي يتوقُ
إلى موطني

يا لا سوءً حظيَ في
غربتي جنونَ الرحيلِ
في غرفتيْ يبدو بلونِ
هذا المساءِ حلمَ
تربعِ كفِ يدي

بتلكَ الوصيةِ كانَ الرحيلُ
أمل قصيرٍ عقدِ الفراقِ
بخيطِ حريرٍ يشدُ عناقَ
هذا الصغيرِ عسى أني
 أعودُ إلى مرقديْ 

يكفُ الكونُ فطامَ الصبا
 وتبدو الشمسُ جليدَ هنا
 وتبدو البحارُ أمواجَ 
حجرٍ وتلكَ قدر سواكَ
 أمي فلا ترحلي

 ترقبُ عيني هديلَ الفصولِ
 ويبقى بقلبي فصلَ الشتاءِ 
فا تبكي السماءُ ويا ألفً
 آهٍ منْ غربتي

 أشدَ ستارِ العينِ التي
 تراقبُ طيفكَ عندَ المساءِ
 لعلَ أراكُ هنا حاضرهُ أفقَ
 وحيدا والويلَ لي

 أماه بربكَ قولي لي
 ماذا سيحدثُ عندما
 أكونُ وحيدا في قريتي 

منذُ الفطامِ ولدتْ هنا
 على أرضٍ تعجّ بها
 الحضارةُ وأنتَ الحضارةِ
 لوْ تعلمي




الكاتب✍


سامي رضوان

22/7/2022





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد