القيثارةُ الغائبة // الكاتب✍ مصطفى رجب


( القيثاَرةُ الغَائِبة )


لا تَعجبَي كيفَ اتخذتُ قرَارِي
ذا بالرحيلِ وليسَ ذاكَ خِيارِي
قلبانِ نحنُ وللمحبّةِ دربُنا
نَمشِية وَهْىَ مشيئةُ الأقدَارِ
أنتِ الربيعُ وما رَبيعُ صَبَابَتي
إلا غرامُ النَاسِكِ المُتَوَارِي
قد عشتُ عُمرِي في عُيونِكِ حُلْوَتىِ
وأعيشُ فِيكِ العُمْرَ في أَعمَارِ
يا واحَةَ الإلهاَمِ أنتِ قَصِيدَتِي
تُثرِينَ في دَربِ الهَوَى أشعاَري
فيكِ الملاَحةُ أودَعَت أسراَرَهاَ
والعينُ تُخفىِ الفَيضَ من أسّراَرِ
ويَرُدّني عن شرحِ أسطُرِهَا الذي
داريتُ من حُبَّ ومِن إكبَار
فإذا التقَيناَ فالهَوَى عُذرِيه
وإذا افتَرَقناَ فَهوَ رَوحُ سَارِي
يَسمو بنا فوقَ السَّحاَبِ يَشُدُّناَ
عن عَالَمِ الدُّنْياَ وعن أسوَارِ
ويَهزُّناَ اللُّحن الطَرُوبُ بِناَ سَرَى
في مَوكِبِ العُشَّاقِ دُونَ إسَارِ
يا حُلوَتي كنتِ السَّمِيرُ فأينَ لي
من بَعدِ بَينكِ خَلِصُ السَمارِ
هذى ديارُكِ ما أحنُّ لقُربها
مِحرابُ حُبَّي،قِبلَةُ الأنظارِ
أقرَرتِ لي بالحُب حينَ خَبرتهِ
نُوراً تَبَدَّى ضوءُهُ مِن نَارِي
آن الرَّحيلُ ولى بِقلبِكِ قِصة
مَوْصُولَةُ الأنغَامِ والأشعَارِ
ستَظَلُّ ما دَامَ الزَّماَنُ سُطُورُها
تُهدِى السَّلاَم مَعَ النسيمِ السَّارِى
فَلتذَكُرِى لي اُمسِياتٍ عشتُهاَ
في نَاظرَيْك أهِيِمُ بِالإبحَارِ
ولتذكُرِي هَمسَ الفُؤَادِ إذا رنَت
عينُ المُحِبَّ تَبُوحُ بالأسرَارِ
ولتذكُرِى اللَّحنَ الذي يُحِى لَنا
تحتَ الشُّمُوعِ بأجمَلِ الأفكاَرِ
أسمَيتُهُ اللحنَ الحَزِينَ جَعَلتُهُ
لَحني فَاَندىَ في النوىَ قِثاَرِى



الكاتب✍


مصطفى رجب

مصر القاهرة
18/7/2022









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد