حكايةُ وداع // الكاتب ✍ فياض أحمد

حكايةُ وداع

حكايتي مع الوداع مرة
أرجوكِ كوني كل الحب
لا تكوني دمعتي التي سقطت مني
كأنها حبةٌ من عنقود عنبٍ مخملي
فرّت من بين يدي
لهذا اهواكِ كزخة مطرٍ هطلت
فأحيّت الأرضَ وأنبتتْ سنبلةً تتمايلُ من ثقل حباتها
ترفضُ الشموخ تواضعا ..
على عكس السنبلة الجوفاء التي تقف متكبرةً
رغم خلوّها من الحَبْ السمين ..
آهٍ كم أكره الوداع
هاربًا من محكمة الغربان
مفضلًا التنمر على الواقع والعصيان ..
همي الوحيد أن أعود إليكِ
محطمًا جدران الكآبة والنسيان
رافعًا لكِ لواء السعادة
منحنيًا لدمعك الجاري من مقلتيكِ
وقد حفر في أعماقي وديانا داخل ضلوعي
كأنني أمام جُرف جبلٍ قاسٍ لرمي الأحزان
اتمنى عودتي لدفء همسك
مسّعرًا الشمس في فصل البرد والثلج
كي تعود دافئة في زمن الأحاسيس المتجمدة
حاملًا برمش عيني قطرات الندى
كأنها لآلئ حسرةً على الماضي والأسى
عائدًا اليك من جديد
منتصرًا على جمر البعاد الكئيب …
آهٍ منها غربة
ليتكِ تقومين إلي
لتستقبلينني كأمٍ انتظرت ولدها
العائد لتوه محمولًا على الأكف شهيدا
وأنا المجاهد في غربتي من أجل البقاء
اتوق للعودة إليكِ حبيبًا يحلُم بلحظة اللقاء
ويخشى أن يصرعه الزمن فتصبحين بعيدة المنال …

الكاتب✍

 فياض احمد

24/2/2022





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد