شوقٌ وكبرياء // الكاتب ✍حسام الدين صبري

شَوقٌ وكِبرياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَنْ قَاَلَ أنَّنِي لَا أَتَعَذَّبُ وأنَّنِي لَا أَحِنْ؟

إنَّنِي مِنْ لَهِيبِ أشوَاقِي أكَادُ أنْ أُجَنْ

وفِي أضْلُعي قَلَبٌ يَحتَرِقُ فِي كُلَّ لَيلَةٍ ويَئِنْ

ولَكِنَهُ الكِبرِياءُ ياعَزِيزي مَاخَابَ فيهِ ظَنْي

قد احتَوَانِي فَجَعلتُه مَذهبي فَلَا خُروجَ عَنْ المَذهبِ
وليَكُنْ مَايَكُن
عَهدُ الكِبرِياءِ أبقى مِن عَهدِ الوفَاءِ هَذا يُبكِيكَ أمَامي
وهَذَا بقَايَا مِن جرَاحٍ وشَجنْ

وبينَ دمُوعي بالأمسِ ودمُوعُكَ اليومَ الطِفلُ

في صَدري حَائِرٌ يَحتَرِقُ ويَلعنُ الفِراقَ سِرًا

ويَبتَسِم فَي العَلَنْ

مَا أدرَاكَ أنَّ الَليلَ لا يُدمِيني وأنَّ الذِكرَيَاتِ لا تقتُلَني؟

لا تَعجَبْ لا تَعجَبْ إنْي أتَنَفَّسُ مِن خِلَالِ كَفنْ

ولَكِن عِزةُ نَفسِي طَاغِيةٌ، فَوقَ أشوَاقِي عَاَلِية

فَلا حُبَّ أعرِفُهُ بِلا كِبرِياءَ وإنْ كَانَ أنهَارُ عَدَنْ

لا حَنِينَ يَأخُذُني إلَيكَ بِلا عِزةٍ لا لا لا تَظُنْ

في شَرِيعةِ هَوَايَ الكِبرِياءُ قَبلَ المَاءَ وقَبلَ السَكَنْ

أُقِيمُ الليلَ جُحُودًا وهُرُوبًا وأغَيِّرُ في سُنَّةُ العُشَّاقِ

بِآلاَفِ السُنَن

إنْ كَانَ الفَجرُ في عَينَيكَ يَقتُل شُمُوخِي فَلا فَجرًا

فَلا فَجرًا أُرِيدُ وإنْ كَانَ العُمرُ سُودَاً

أنَا وإنْ كُنتُ جَرِيحًا لا يُثنِيني الجُرحُ وإنْ طَاَلَ

وإنْ طَالَ جَفَاء الزَمَن

لا أعرِفُ ضَعفًا ولا أنْحَنِي فَاَلرِيحُ لا تهدِمُ جَبَلًا

ولا البَحرُ تَنُولَ مِنهُ السُفن

إنْ لَمْ تَحفَظْ لِي كِبرِيَائي مَا الذِي تَحفَظُهُ لِي بَعدُ؟

أنَا عِزَّتِي قَبلَ حُبِّي هِي أولًا وثَانِيًا وثَالِثًا وعَاشِرًا

إني أشتَاَقُ لا أُنْكِرُ وأتَألَمُ لا أُنْكِرُ ولَكِن لاخَيرَ لَدَيَّ

فيمَنْ يُهِينُ كَرَامَتي ومَنْ لا يَكُونُ كِبرِيَائي

           فِي عَينَيهِ وطَن

لاَ تُرَاهِنْ عَلى عَودَتي، أنَا وإنْ كُنتُ أحلُمُ بِلقَاءٍ

ويَقتُلَني الظَمَأ لَنْ أعُودَ وإنْ عَزَّ المَاءُ بَعدَكَ

ونَالَ مِن قُوَّتِي نَالَ مِن قُوتِي الَوَهَنْ

إنْ كَانَ بِنَاَئي عَلى يَدَيكَ فَهدمِي شَامِخًا حُرًّا

              فِيهِ حَيَاةُ ونُصرَةً

أولَى لَكَ أنْ تَمضِي بَعِيدًا فَلا تَنتَظِر سُقُوطي

إنَّ الصَرحَ الذي تُحَاوِلُ هَدمَهُ ذَاتَ يَومٍ

ذَاتَ يَومٍ سَيعْلْو أكثَرَ ولَنْ يَكُونَ لَكَ فيهِ سَكَنْ

-------------------------

الكاتب✍

حسام الدين صبرى/ديوان/حب وراه الثرى

28/2/2022




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد