صار السلام شهادةً تُمنح، بقلم الشاعرة. د. رنا عبدالله

صارَ السلامُ شهادةً تُمنَح

بقلم : رنا عبد الله 

صارَ السلامُ شهادةً تُمنَحُ
لمن سقطوا بلا تابوتِ أرضٍ،
أو وداعْ...
لمن ارتدوا السماءَ على عيونهمُ،
وقالوا:
ها هنا... تبدأ القناعةُ بالضياعْ.

---

صارَ السلامُ حقيبةً
فيها جوازُ موتِنا،
وبطاقتانِ ممزّقتانِ:
واحدةٌ لعيدِ الأمِّ،
والأخرى... لحقِّ الرجوعْ.

---

صارَ السلامُ قصيدةً
ممنوعةً...
إن لم تكن من دفترِ السلطان،
أو مكتوبةً بالحبرِ لا بالدمْ،
مغسولةً بالعرضِ لا بالقِيمْ،
مرهونةً بالأمنِ لا بالأملْ،
مملوكةً…
لمن انتصروا على المرآةِ لا على الأسى...

---

صارَ السلامُ دربَ نفيٍ دائمٍ،
وصليبَ ذاكرةٍ،
وصوتَ جنديٍّ
يقول لأمِّه:
"لم أقتل الطفلَ...
كان مجرّدَ ظلٍّ في الدخانْ."

---

نُهدي الجثثَ… وردًا
ونقول:
ما أبهى الجنازاتِ، التي تعبرُ في صمتِ السلامْ
كأنها…
زفافٌ مؤجَّلٌ
في زمنِ الشظايا

---

صارَ السلامُ شهادةً تُمنَحْ
حين ننسى أننا كنّا…
وأن لنا وجوهاً في المرايا
غيرَ هذي…
المُحمَّلةِ بالرمادْ

---

صارَ السلامُ، ولا سلامْ
إلا لمن كتبوا الكلامْ
بلونِ أكتافِ الجياعْ
بملحِ دمعِ الأمهاتِ على الجراحْ. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

همسات العشق الإلهي، بقلم الشاعر مصطفى رجب

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي