أنا.. وما زلت حُرًا. بقلم الشاعر مصطفى رجب

( أنا... وما زلتُ حُرًّا ) 

أنا الطيرُ الذي لا يهابُ  
وخزَ المحنِ الخفيّةْ  

أنا حلمٌ نُفي ثم عادَ  
بوهجِ النيّةْ  

أنا نارٌ، وإن غطّاها الرمادُ،  
تبقى حيّةْ  

أنا طفلٌ مضى، ثم شبَّ  
فغدا فتىً بصحوةٍ قسريّةْ  

أنا ماضٍ تكسّرتْ فيهِ  
خطايا الدروبِ الجاهليّةْ  

أنا قلبٌ نثرَ العطاءَ  
بروحٍ نقيّةْ  

أنا صوتُ الحقيقةِ  
في زمنِ الصمتِ والشكليّةْ  

أنا من غاصَ في بحرِ الظلامِ،  
وعادَ شمسًا أبديّةْ  

أنا الكسرُ الجميلُ،  
إذا تجمّلَ بالفكرِ القويِّ  

أنا، إن متُّ في دربِ الكفاحِ،  
أظلُّ فكرةً حرّيّةْ  

أنا من صاغَ من حزنهِ  
نشيدَ الثورةِ الأبديّةْ  

أنا من قالَ "لا"  
لسوطٍ في زنزانةٍ منسيّةْ  

أنا لا أغرقُ، بل أُبحرُ  
ضدَّ التيّارِ بقوّةٍ رؤيّةْ  

أنا لا أُؤسَرُ، وإن قُيّدتُ،  
فالنفسُ أبِيّةْ  

أنا من قامَ بعدَ السقوطِ،  
كنجمِ النيّةْ  

أنا طينُ البناءِ، وإذا هُدِمَ،  
صرتُ القاعدةَ السخيّةْ  

أنا من دمعِهِ سقى الثرى،  
فأزهرتِ الأرضُ الزكيّةْ  

أنا من ضحكتُهُ وجعٌ،  
وصبرُهُ روحٌ بشريّةْ  

أنا النبضُ الذي يرفضُ السكوتَ،  
وصمتُهُ قضيّةْ  

أنا وجهٌ تكوّن من  
ألفِ انكسارٍ وهويّةْ  

أنا الطيرُ الذي لا يستكينُ،  
ولو سقَوهُ الخطيّةْ  

أنا صوتُ الحقيقةِ في الزمانِ،  
وكلُّ أجزائي وفيّةْ.  

---
بقلمي: مصطفى رجب 
مصر - القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

همسات العشق الإلهي، بقلم الشاعر مصطفى رجب

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي