وجهان.. والسرُّ فيك. بقلم الشاعر مصطفى رجب
"وجهان... والسرُّ فيك"
يا مَن تُحدِّقُ في المدى وتُهابُهُ
حَدِّقْ فإنَّ الفنَّ فيهِ جَوابُهُ
وجهانِ، في وجهِ الزمانِ تَصاغَنا
رَجُلٌ، وظلُّ امرأةٍ يُضفي صَبابُهُ
هذا بوقارِ الشَّيبِ يُخفي حكمَةً
وتلكَ، في سِرِّ الظلامِ، شَبابُهُ
يَبدو كأنَّ الحُلمَ فينا مَقسَمٌ
نصفٌ يُنادي صَحوَهُ، وغِيابُهُ
هذي الحياةُ، تُريكَ شكلَ حقيقتها
مَرَّتينِ، وسِرُّها سِترٌ حِجابُهُ
رَجُلٌ تَراهُ، وفي المَدى امرأةٌ لهُ
صَوتٌ يُنادي، والسكوتُ جَوابُهُ
فيه التناقُضُ لا يُشتَّتُ فِكرَهُ
بلْ يُنجبُ الإبداعَ حينَ يُذابُهُ
الظلُّ لا يمحو الضياءَ، وإنما
كِلاهما فَصلٌ، وفيه كِتابُهُ
فانظرْ بقلبكَ لا بعينِكَ إنْ أردتَ
الحُسنَ، إنّ السِّرَّ فيهِ نِقابُهُ
فالعينُ تخدعُ إنْ تلوَّنَ مشهدٌ
والقلبُ وحدَهُ يُميّزُ صَوابُهُ
في كلِّ وجهٍ نَحنُ نَسكنُ بعضَهُ
والكونُ مِرآةٌ تُجيدُ عتابَهُ
لا تُسرِعَنَّ الحُكمَ من أولِّ الرؤى
فالرُّشدُ يُولدُ حينَ طالَ غيابُهُ
وانظرْ لذاتِكَ في ملامحِ غيرِها
فالسرُّ فيكَ، وإنْ تَجَلّى بابُهُ.
_______________________
بقلمي: مصطفى رجب
مصر-القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق