عُدْ بي إليكَ. بقلم الشاعر مصطفى رجب
( عُدْ بي إليكَ )
عُدْ بي إليكَ فليس لي إلّاكَ دُرُّهُ
قلبي إذا ضلَّ الطريقَ رأى نُورَهُ
في سِكْرةِ الدنيا تَعِبْتُ، ولم أزلْ
أرجو رضاكَ، وفي الدُعاءِ أُكَرِّرُهُ
كم زَلَّ قدمي، فسامحتَ النَّوى
وسِتارُ جودِك للذنوبِ يُطهِّرُهُ
يا مَنْ غَمَرتَ الكائناتِ بِلُطفِكَ الـ
خَفِيِّ، لا حَدٌّ لِما قد تُؤجِرُهُ
في كُلِّ فجرٍ بالدّعاءِ تُبَصِّرُهُ
عينُ الرجاءِ، ومَن سِواكَ يُقَدِّرُهُ؟
وإذا اشتَكَيتُكَ وَجْدَ قلبي خاشعًا
حَفَّتْ جُيوشُ الرحمَةِ ما أُكَبِّرُهُ
أنتَ الأمانُ وإن تَكاثَرَ ظُلمُنا
حِلمُ المهيمنِ حينَ يَغفُو يُبهرُهُ
خَلقٌ كثيرٌ، والقلوبُ مُعلَّقٌ
بِرحابِكَ الواسِعْ، وهل يُنكِرُ البَصَرُهُ؟
مَهما تَباعدْنا أتينا مُنكسِرينَ
وحنينُ أرواحٍ إليكَ يُقَصِّرُهُ
ما طابَ عُمرٌ لا تَذوقُكَ نَفْسُهُ
والمُستَهامُ بِذِكرِكَ لا يَفْتُرُهُ
لو زَلَّ عبدُكَ، فالرجاءُ شِراعُهُ
يَرجو المَدى، وبِعينِ عَفوكَ يَنظُرُهُ
آويتَ مَن بَاتَ الذنوبُ تُؤرِّقُهُ
فأمانُ قلبٍ في رُجوعِكَ يُوقِرُهُ
لَمّا دعَوناكَ انكسارًا، جِئتنا
بجمالِ سِترٍ لا سِواهُ يُسَطِّرُهُ
يا ربُّ، ما أضْعَفْتَ فينا طَلبَنا
إلّا لِتعطي ما لِغيرِكَ يُؤخَّرُهُ
نَفْسٌ إذا ما ذاقتِ القُربى، غدتْ
تَنسى الخُطى، والدّربَ تُقَصِّرُهُ
سَجْدةُ عبدٍ، واليقينُ يُلَفْلِفُهُ
خيرٌ من الدُّنيا، ومن زَهْوٍ يُصَوِّرُهُ
أبكيتَ قلبًا بالهُدى فَتفتّحَتْ
أزهارُهُ، والضّوءُ فِيهِ يُعْطِرُهُ
فاجعل ختامَ العمرِ لُطفًا دائمًا
ورِضاكَ جَيشًا لا يَضِلُّ مَسيرُهُ.
__________________________
بقلمي: مصطفى رجب
مصر القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق