حكم الوفاء، بقلم الشاعر مصطفى رجب
( حكم الوفاء )
هل كانَ حُبُّك صِدقاً أم كانَ فُتاتَ هَواء؟
أم كُنتَ خَيالاً عابِرًا في رُكنِ الرَّجاء؟
تَركتَني وَحيداً أَنسُجُ الأَيّامَ بُكاء،
أَصغي لِصَدى قَلبٍ تَشظّى مِن الشَّقاء،
كُنتَ الدُّجى في صَفحَتي وَالنُّورُ إِختَفاء،
وَكُنتَ الدّليلَ الضّائِعَ في دَربِ الإِبتِداء،
تَنسى وَأَنسى؟ لا وَرَبِّ الحُزنِ وَالدُّعاء،
إِنّي حَملتُكَ وَجعاً لا يَعرفُ الإِستِواء،
أَخفيتُكَ في سَطري وَفِي رَجفَةِ الإِلقاء،
أُسقِطُكَ مِن نَفسي وَتَنهَضُ في الدُّماء،
كُلُّ الحُروفِ تَبكي وَتَكتُبُكَ بِإِبتِلاء،
وَالصَّمتُ في عَينِي غَدا أَقسَى مِنَ الرّداء،
تَذكُرُ يَوماً حينَ كُنتُ أَنتَ وَالنَّقاء؟
كُنتَ المَدى وَالحُلمَ وَالدّفءَ وَالإِكتِفاء،
فَما الّذي غَيَّرَ فينا حُكمَ الوَفاء؟
وَما الّذي فَجَّرَ في قَلبِي هَذا البَلاء؟
لا تَأتِني وَالعُمرُ عافَكَ وَاستَفاء،
لا تَعتَذِر فَالعُذرُ يُحيي الجُرحَ بِاِستِهزاء،
مَضَيتَ تَركُضُ خَلفَ وَهمٍ لا يَرى النِّداء،
وَأَنا وَراءَ النَّفسِ أَلثِمُ طَيفَ كِساء،
طُعنَتُ مِن صَوتِكَ وَانكَسَرَتِ الضِّياء،
فَما عادَ بَينَنا حَنينٌ أَو رَجاء،
فَامضِ، فَلن تَلقَى بِقَلبِي مُتَّسَعًا،
إِنهارُ صَرحِكَ في فُؤادِي كانَ الجَزاء،
________________________
بقلمي: مصطفى رجب
مصر-القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق