الليل لم يكن مجرد عتمة//بقلم الأديب✍أ.مجمد نور الدين

الليل لم يكن مجرد عتمة. كان معركة ممتدة. كان إختبارا قاسيا للأحتمال. العتمة لم تكن هادئة. كانت ثقيلة. كانت تضغط على الصدر كيد تحاول أن تخنق آخر نبض فيك. لكن الفجر؟ الفجر ليس مجرد ضوء يتسلل ببطء. إنه هجوم. غزو صامت للظلام. إقتلاع لكل وهم بأن العتمة دائمة. نداء لا يقبل التراجع. إنهض. حين يتقدم الضوء لا يطلب الإذن. يدخل إلى المساحات المهجورة داخل النفس. يمزق ستائر الأمس. يقتحم الشقوق التي أخفيت فيها كسرك. يمر عبر النوافذ المغلقة كأنه يكسر حصارا كنت تظنه أبديا. لا يأتي الفجر على إستحياء بل يفرض نفسه. الأزرق يزحف في السماء كجيش يستعيد أرضه. الوردي ينفجر على الأفق كنار مشتعلة في قلب الرماد. الأشجار تفيق بعنف. الطرقات تستعيد صوت خطوات العابرين. الهواء يصبح أكثر ثقلًا. كأنه يملأ رئتيك عنوة. كأنه يذكرك أن الصمت ليس خيارا بعد الآن. وفي داخلك لا يتسرب الضوء بل ينتزعك. يأخذك من غرقك. يمسكك بقوة. لا يواسيك. لا يهدئك. بل يصرخ فيك. أنت لم تنته. كل ندبة على روحك تتوهج الآن كشاهد على أنك قاتلت. كل وجع لم يقتلك أصبح درسًا محفورا في عظامك. الفجر لا يمنحك الراحة بل يفرض عليك الحقيقة. أنك نجوت. أنك قاومت. أنك لم تترك الليل يهزمك حتى حين ظننت أنه فعل. وها أنت هنا. واقف رغم كل شيء. وما زال الضوء يعرف كيف يجدك حتى حين كنت تظن أنك ضائع للأبد.



بقلم

الأديب



 #محمدنورالدين 🇪🇬🖊


14/6/2025





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد