كيف اعتذر، بقلم الشاعرة. د. ميسر شقير

كيف اعتذر 

كيف اعتذر لك يا صغيري على كل تلك 
الدموع
على ذاك الجسد الصغير الذي ذاق طعم 
الجوع
على تلك العينين البريئتين المملوئتان 
بالدموع  
كيف اعتذر عن قلبك الندي 
الموجوع
او تلك اليدان اللتان لم تقطفان بعد زهر 
الربيع
كيف نعتذر عن طردك من أرضك بغير حق 
مشروع
او حملك اسم يتيم وقلبك ينزف بين
 الضلوع
هل ستدعوا لنا ام علينا في السجود
 والركوع
ام تطلب القصاص لك من رب موسى 
ويسوع
ام ستشتكي للخالق كمية الذل 
والخضوع
اترانا نستطيع ان نكفكف دمع قلبك
 الموجوع
الذي يبكي بصمت وانين وقهر غير 
مسموع 
يشتكي الشوق والحنين لعائلة كانت تضمه بين
 الضلوع
يبحث بعينيه الصغيرتين عن اخت تاهت بين 
الجموع
ذهبت منذ سويعات تبحث عن طعام لتسكت ذاك 
الجوع
ارتقت بليلة ظلماء وغادرت دون وداع ولا
رجوع
لا بارك الله في أناس بات الرجاء منهم 
مقطوع
أصواتهم كنهيق حمار يركض هاربا 
مفزوع 
يختبئ وراء جدار هش من ورق 
مصنوع
ارتدوا اثواب اليأس وقبلوا على أنفسهم الذل
 والخنوع
ستبقى يا صغيري حرا وسيبقى رأسك دوما
 مرفوع
وستبقي ارضك يا غزة ارض الخير التي دوما بالحب
مزروع.

ميسر شقير 
فلسطين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

همسات العشق الإلهي، بقلم الشاعر مصطفى رجب

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي