أمة في زمن الجفاء. بقلم الشاعر مصطفى رجب
( أمة في زمن الجفاء)
بِاللهِ مَاهَذَا الجَفَــىٰ
ضَاعَ الحَقِيقَةُ فِي الهَوَىٰ
وَالنَّاسُ تَسْعَىٰ لِلرَّدَىٰ
لَا خَيْرَ فِي مَنْ قَدْ سَفَىٰ
أَضْحَى الغَنِيُّ هُوَ المَنَىٰ
وَالفَقْرُ يُذْبَحُ فِي الخَفَا
قَلْبُ الكَرَامَةِ مَا شَكَا
لكِنَّهُ يَبْكِي الخَطَا
مَا بَاتَ فِينَا مَنْ وَفَىٰ
كُلٌّ يَبِيعُ وَلَا اشْتَرَىٰ
وَالعَدلُ ضَاعَ وَمَا بَقَىٰ
إِلَّا الصُّدَى فِي مَن دَعَا
نَحْيَا عَلَىٰ وَهْمِ الرَّجَا
وَنَمُوتُ فِي ظِلِّ الرَّدَى
نَحْنُ الغُثَاءُ إِذَا بَكَىٰ
قَطْرُ الدِّمَاءِ بِمَنْ دَعَىٰ
قَوْمٌ تَصَدَّرَهُم غِوَىٰ
فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَهْتَدُوا
بَاعُوا العُقُولَ لِكُلِّ مَنْ
فِي البَاطِلِ العَاتِي اِنْثَنَىٰ
فَتَنَةٌ تَسْرِي بِنَا
وَالنُّورُ أَخْفَاهُ السَّفَىٰ
عِزٌّ تَوَارَىٰ خَلْفَنَا
وَالذُّلُّ يَرْكَبُ مَنْ مَشَىٰ
يَا أُمَّةً كَانَتْ مَجَدًا
هَلَّا تَفَكَّرْتِ المَسَىٰ؟
مَنْ أَوْقَدَ النِّيرَانَ فِينَا؟
مَنْ خَطَّ بَابَ المُنْحَنَىٰ؟
مَنْ سَاهَمَ التَّطْبِيعَ حِينًا
وَالمَسْجِدُ الأَقْصَىٰ انْكَوَىٰ؟
قُدْسُ المُقَدَّسِ فِي كَبَد
وَالأُمَّةُ العَظْمَىٰ غَوَىٰ
كَمْ مِنْ يَتِيمٍ فِي الثَّرَىٰ
يَبْكِي وَلَا أَحَدٌ نَعَىٰ
كَمْ مِنْ أُنَاسٍ قَدْ هَوَوا
بَاعُوا الحَيَاةَ لِمَا اشْتَرَىٰ
فَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَىٰ السَّمَا
وَادْعُ الإِلٰهَ بِمَنْ رَجَىٰ
قُلْ: يَا إِلٰهَ العَالَمِينَ
رُدَّ القُلُوبَ لِمَا نَمَىٰ
وَارْزُقْنَا صِدْقًا وَالهُدَىٰ
وَاجْعَلْ خُطَانَا فِي النَّقَىٰ
نَحْنُ الضُّعَافُ وَأَنْتَ مَن
بِيَدَيهِ كُلُّ المُنْتَهَىٰ
أَحْيِي القُلُوبَ إِذَا عَصَتْ
وَاغْفِرْ لَنَا يَا مَنْ رَحَىٰ
فَالضَّوْءُ مَا زَالَ ابْتِسَامًا
فِي دَمْعَةٍ تَحْتَ اللِّحَىٰ
رَحْمَاكَ رَبِّي، إِنَّنَا
فِي بَحْرِ ذَنْبٍ قَدْ سَرَىٰ
فَاغْسِلْ خَطَايَانَا، وَهَبْ
لِلرُّوحِ صَفْوًا وَالرِّضَىٰ
إِنَّ التُّقَىٰ زَادُ الطُّرُوقِ
وَالذِّكْرُ مِصْبَاحُ الدُّجَىٰ
فَـاللَّهُمَّ أَرْشِدْنَا لِـهُدًى
وَاخْتِمْ لَنَا بِحُسْنِ اللِّقَىٰ.
____________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر-القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق